تحدث موقع FIFA.com حصرياً مع مدرب منتخب أرمينيا خواكين كاباروس
استهلت أرمينيا تصفيات كأس العالم بالعلامة الكاملة في المجموعة العاشرة
"حققنا بداية جيدة، لكن أقدامنا على الأرض"
عندما تولى خواكين كاباروس مهمة تدريب فريق إشبيلية في مطلع القرن الجاري، لم يكن حتى يتخيل في أي دكة سيجلس بعد مرور 21 عاماً.
وإلى غاية عام 2005، خطف كاباروس الأضواء مع فريق إشبيلية وساهم في بزوغ نجم لاعبين أمثال سيرخيو راموس وخيسوس نافاس وخوسيه أنطونيو رييس وداني ألفيش. وبعد أن أشرف على تدريب فرق أخرى في أسبانيا وسويسرا وقطر، أمضى في عام 2018 فترتين قصيرتين على مقاعد البدلاء في إشبيلية مع تولي مسؤولية الإدارة الرياضية للنادي إلى أن غيّرت مكالمة من خينيس ميلينديز كل شيء.
كان المدرب المخضرم، الذي حقق سجلاً مذهلاً في الفئات الدنيا لمنتخب أسبانيا، هو من تواصل مع كاباروس ليعرض عليه تدريب منتخب أرمينيا. فبعد أن تم تعيينه مديراً رياضياً بالاتحاد الأرميني لكرة القدم لم يتردد في الاتصال بخواكين عندما كان بحاجة إلى مدرب للمنتخب.
وفي هذا السياق، قال كاباروس في حديثه مع موقع FIFA.comعن التغيير الذي شهدته كرة القدم الأرمينية "هناك رغابة في النمو، والجميع يدرك أن ذلك يعتمد على مدى كفاءة المدربين. إنهم يبلون بلاءً حسناً، وتحققت نتائج إيجابية تعطي مصداقية للرئيس وللجميع. يجب المواصلة على هذا المنوال".
وبخصوص نقطة بداية هذه المغامرة، كشف كاباروس قائلاً: "كان لدي عقد مع إشبيلية، لكن خينيس ميلينديز تواصل معي والتقيت برئيس الاتحاد في مدريد. كان هناك تفاهم وتناغم جيد، وتوصلنا بسرعة إلى اتفاق. هناك ثقة في عملنا وتواصل جيد بيننا".
ومنذ ذلك الحين، ما فتئت تنمو علاقة الحب بين كاباروس وأرمينيا. وعن بداية المشوار، علّق المدرب السابق لأتلتيك بيلباو وديبورتيفو دي لاكورونيا ومايوركا، من بين فرق أخرى، قائلاً: "كان الارتقاء إلى المستوى الثاني من دوري الأمم الأوروبية بمثابة مكافأة على العمل الذي تم إنجازه، وكان أيضاً إنجازاً غير منتظر بالنظر إلى مستوى منتخبات بحجم جورجيا ومقدونيا الشمالية. لقد كان إنجازاً كبيراً جلب فرحة غامرة للبلاد وللمجموعة، وجدد التأكيد على أن أرمينيا يجب أن تؤمن بالعمل الذي يتم إنجازه".
وكانت ذلك أفضل استعداد ممكن للتصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالمFIFA قطر ٢٠٢٢، والتي استهلّتها أرمينيا بطريقة مذهلة. ففي ظل هذه الدينامية، حقق المنتخب الأرميني بداية مثالية في المباريات الثلاث التي خاضها قبل أيام، مما جعله يتصدر المجموعة العاشرة.
وفي هذا الصدد، أكد كاباروس قائلاً: "بدأنا التصفيات بحماس كبير، لكننا ندرك مدى صعوبة هذه المجموعة. لقد بدأنا بشكل جيد، لكن أقدامنا على الأرض. هناك منتخبات قوية للغاية مثل رومانيا وأيسلندا ومقدونيا الشمالية، وخاصة ألمانيا. سنواصل المنافسة، ولا أحد سيمنعنا من السعي وراء تحقيق حلمنا".
ومن الواضح أن المدرب المخضرم، البالغ من العمر 65 عاماً، يعي جيداً أنه من المهم التحلي بالهدوء لمواصلة المشوار في هذه المجموعة العاشرة المتكافئة: "المنافسة مشتعلة في المجموعة، وندرك أن مهمتنا صعبة للغاية. إنها منتخبات تملك لاعبين كبار وتاريخاً عريقاً، على غرار ألمانيا، المرشحة دائماً".
ولهذا السبب، لا يريد كاباروس حرق المراحل: "علينا أن نركز على كل مباراة، ونرى إلى أي مدى يمكننا الذهاب. سنخوض مباراتنا المقبلة في سبتمبر، وسنرى كيف سيكون مستوى اللاعبين. يجب أن نكون أقوياء جماعياً وذهنيا".
على الرغم من أنه خاض عشر مباريات فقط مع أرمينيا، إلا أن المدرب الأسباني تأقلم بشكل رائع في الدولة الواقعة في شرق أوروبا. وبهذا الخصوص، علّق كاباروس قائلاً: "كان هناك تناغم منذ البداية، بدءً من الرئيس إلى طاقمنا الفني. كما أن الأجواء ممتازة داخل المعسكر التدريبي مع اللاعبين، لأنهم ملتزمون تماماً".
وواصل كاباروس ثناءه على عمله مع منتخب أرمينيا قائلاً: "لدينا أكاديمية رائعة. هناك 10 ملاعب كرة قدم يتم الاعتناء بها بشكل مذهل، إلى جانب إقامة بغرف فاخرة. لدينا كل ما نحتاجه... نحن راضون تماماً".
عند الحديث عن مدرب أسباني في أرمينيا، فمن المؤكد أن يتبادر إلى الذهن عائق اللغة. وبهذا الخصوص، أكد كاباروس لموقع FIFA.comقائلاً: "يتم التحدث بأربع لغات في المنتخب الوطني: الروسية والأرمنية والإنجليزية والأسبانية"، مشيراً إلى أن هذه ليست مشكلة على الإطلاق: "هناك تواصل سلس. كما أن كرة القدم لغة عالمية. عندما تبدأ الكرة في الدوران، يفهم الجميع بعضهم البعض. لقد كان ذلك التواصل غير اللفظي أساسياً".
وعن إمكانية تأهل أرمينيا إلى بطولة كبرى مثل كأس أوروبا أو كأس العالم، أجاب خواكين كاباروس قائلاً: "كان من الرائع تحقيق الصعود في دوري الأمم الأوروبية، فتخيل ما سيكون عليه الأمر في حال التأهل إلى بطولة كبرى... لكني لا أفكر في الأمر الآن. أنا في عالم كرة القدم منذ سنوات عديدة، وأدرك جيداً أنه يتعين علينا المضي قدماً خطوة بخطوة. فلتستمع جماهير أرمينيا بالانتصارات، أما نحن فسنواصل التركيز على عملنا".
من الواضح أن خواكين كاباروس فخور بما حققه حتى الآن مع منتخب أرمينيا، ولا شك أن المشوار سيتواصل في انتظار إلى أي مدى ستصل هذه المغامرة.
الرقم