لم يسبق لمنتخب جزر كايمان على مدار تاريخه أن فاز بأي مباراة في تصفيات كأس العالم.

لكن هذا قد يتغير قريبًا بفضل رجل يبلغ من العمر 31 عاماً ينحدر من مدينة شوتلي وهي قرية صغيرة خارج إيبسويتش. عُيّن بن بيو مدرباً لمنتخب جزر كايمان ومديراً فنياً لاتحاد كرة القدم في جزر كايمان في يوليو/تموز 2019. وفي هذه الفترة كان الفريق قريباً جداً من تذّيل ترتيب FIFA/Coca-Cola World العالمي حيث كان في المركز 206.

وبعد ست مباريات في المستوى C في دوري أمم Concacaf في 2019، حقق منتخب جزر كايمان، وهي مجموعة من الجزر يبلغ عدد سكانها 65 ألف نسمة، أربعة انتصارات لعل أبرزها الفوز بنتيجة 3-2 على بربادوس كل هذا قبل أن يحتفل بيو بعيد ميلاده الثلاثين. وساهمت هذه المسيرة المميزة في صعود جزر كايمان إلى المركز 193 في آخر نسخة للتصنيف العالمي.

لكن ما السبب في هذه الطفرة ومن هو بن بيو؟

بعد أن عمل لثمانية سنوات في إيبسويتش تاون في عدة مناصب تركز بشكل أساسي على تطوير الناشئين، تلقى بيو عرضاً لتدريب أحد أندية جزر كايمان وشعر حينها أن الوقت مثالياً لتطبيق كل ما تعلمه وما اكتسبه من خبرات على أرض الواقع.

وساعده نجاحه مع النادي على الانتقال لمنصب مدرب مساعد في المنتخب الوطني لجزر كايمان قبل أن يتولى القيادة الفنية في يوليو/تموز 2019. وقد عمل بيو على صياغة الفلسفة وطريقة اللعب لاتحاد كرة القدم في جزر كايمان والتي تطبق في كافة الأعمار السنية. وينعكس تركيزه على الشباب على المنتخب الوطني والذي هو بالفعل يمثّل منتخب تحت 23 سنة كما يتدرب لاعبون يبلغون 16 و17 عاماً بانتظام مع المنتخب الأول.

وفي حديثه مع موقع FIFA.com قال بيو "إنها تجربة حياتية ومهنية مميزة. العيش في دولة أخرى ينطوي على تحديات لكنها مخاطرة كنت مستعداً لخوضها لأجل تجربة شيء مختلف. لقد حصلت هنا على فرص ربما لم أكن لأحصل عليها في بلدي. سافرنا إلى أماكن مثل الجزر العذراء الأمريكية وبربادوس وسانت مارتن. اللعب ضد منتخبات مثل بربادوس وسورينام وكندا يمثل تحدياً جيداً لي وللفريق."

وأضاف "لقد أتيت هنا دون توقعات حقيقية عن البلاد أو كرة القدم. تحليت بالانفتاح وتقلبت الوضع كما هو. وحين أتيت هنا شعرت بالسعادة؛ فالجزيرة مكان رائع جداً لكرة القدم بدءاً من تحت 8 سنوات وحتى دوري الكبار."

وقال بيو "كما أن مستوى اللعب أفضل ما توقعت؛ فهناك لاعبون رائعون على المستوى الفني ويرغبون في التحسن والاحتراف الخارجي. كما ظهرت الثقافة الكروية فيما حققناه في دوري الأمم. لم يتوقع أحد أن نحقق أي فوز لكننا فزنا بأربع مباريات. وهذا شيء يُمكننا البناء عليه للمستقبل."

يتمثّل التحدي المقبل لبيو ورفاقه في أربع مباريات في تصفيات كأس العالم ستقام في مارس/آذار ويونيو/حزيران ضد كندا (73) وسورينام (141) وبرمودا (169) وأروبا (200). وتبدأ الرحلة بمباراتين صعبتين ضد سورينام وكندا.

وقال بيو عن أول اختبارين "هما فريقان مميزان وهذا يمنحنا فرصة اللعب ضد لاعبين مميزين. سورينام تضم 20 لاعباً في أندية أوروبية وأعتقد أنهم قد يفاجئون البعض أيضاً. أنه تحدٍ رائع وأنا أتطلع إليه بكل شغف. بالنسبة للاعبينا فهذي تجارب ربما لن يحصلوا عليها مجدداً أو سيتذكرونها طوال حياتهم. منتخب كندا يضم لاعباً فاز بدوري أبطال أوروبا وهو شيء بكل تأكيد نتطلع إليه ولا نشعر بالقلق منه."

وأضاف "لا أعتقد أن كرة القدم الكاريبية موثقة بشكل كاف فيما يخص إمكانات اللاعبين. هذه المباريات ستمنح لاعبينا فرصة إظهار قدراتهم وربما يحصل لاعب أو اثنان على فرصة اللعب على مستوى أعلى بعدها."

يضم منتخب جزر كايمان لاعباً محترفاً وحيداً في صفوفه وهو إلياه سيمور الذي يدافع عن قميص نادي سي أس توناري الروماني.

وفي هذا الصدد يقول بيو "لدينا مجموعة صغيرة من اللاعبين لنختار منها لكن الميزة الكبرى تكمن في أننا نتدرب بانتظام ونحن نكملهم بعدد قليل من العناصر التي تلعب خارج البلاد."

وأضاف "على مدار الأربعة أو الخمسة أشهر الماضية، كنا نتدرب مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. نميل إلى عقد الحصص التدريبية في المساء لأن معظم لاعبينا لديهم وظائف بدوام كامل، وهذا ينطوي على تحديات. هناك لاعبان يعملان في مجال البناء ويعملان في ظل حرارة عالية طوال اليوم ونطلب منهم المشاركة في حصة تدريبية. علينا أن نجري تعديلات طفيفة لنبلي احتياجات اللاعب ونوفّر ما يناسبهم."

بالنسبة لفريق لا يتوقع أبداً أن يتأهل لكأس العالم ويتطلع حالياً للتأهل لأول مرة إلى الكأس الذهبية، كيف يقيس بيو النجاح؟

يقول المدرب الإنجليزي "الأمر يتعلّق بتخطي بعض الحواجز الصغيرة. لم تفز جزر كايمان بأي مباراة خلال عشر سنوات قبل أن نحقق انتصاراتنا في دوري الأمم. قطع خطوات صغيرة مهم للغاية. لم نفز بأي مباراة في تصفيات كأس العالم من قبل ولذا نتمنى أن نحقق نتيجة إيجابية في المباريات المقبلة ونصنع التاريخ ونواصل التقدم."

وأجاب قائلاً "هل يُمكننا التأهل للكأس الذهبية؟ نعم، المهمة صعبة للغاية. سيكون إنجازاً كبيرً لكنه ليس مستحيلاً إذا استعدينا بشكل جيد. وضعنا خطة لثلاث سنوات وهي بدأت مع دوري الأمم."

واختتم بيو حديثه قائلاً "إذا تمكّنا من بناء فريق يعتمد على اللاعبين الأصغر سناً، سنكون في وضع أفضل للغاية بعد سنتين أو ثلاثة. تحقيق بعض التقدم وتحقيق بعض الإنجازات الصغيرة، كل هذا سيمثل خطوات نحو هدف أكبر."