ربما لم تحظ هذه النتيجة باهتمام وسط نتائج التصفيات التي أقيمت الأسبوع الماضي لكنها في الواقع هي أعم نتيجة وسط 108 مباراة أقيمت في التصفيات الأسبوع الماضي.

فقد نجحت مونتسرات، وهي جزيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 5000 نسمة وتحتل المركز 183 في التصنيف العالمي، بتحقيق نتائج غير مسبوقة في تاريخها. إذ تعادلت أولاً في 25 مارس/آذار بنتيجة 2-2 مع منتخب أنتيجوا وباربودا وهو المنتخب الذي يتقدم عليها بـ 57 مركزاً في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola.

لكن الأبرز هو ما تحقق بعد ذلك بأربعة أيام في ويلمستاد، في جزيرة كوراساو. فبعد أن كانت متأخرة بنتيجة 1-0 حتى الدقيقة 89 أمام السلفادور، التي ظهرت في نسختين لكأس العالم وتتفوّق على مونتسرات بـ113 مركزاً في التصنيف العالمي، قام لايل تايلور بدوره كقائد للفريق في اللحظة الحاسمة مثلما فعل بتسجيل الهدفين ضد أنتيجوا، إذ انطلق في الوقت المناسب وارتقى لعرضية جامي ألين الرائعة ليضع الكرة برأسه في شباك السلفادور مسجلاً التعادل.

بعد هزيمتين كبيرتين أمام السلفادور في دوري أمم Concacaf – لم يلعبهما تايلور، كانت "الثالثة تابتة". كانت الاحتفالات شبيهة بنهائي كأس العالم. كما زادت الإحتفالات روعة بتواجد شقيق تايلور الأصغر، جوي، الذي نادراً ما يحظى بفرصة اللعب مع شقيقه، أثناء الهدف الحاسم.

على بعد 9000 كم تقريباً من مشاهير كرة القدم مثل ليفاندوفسكي وكاين وجنابري الذين سجلوا في نفس اليوم في مباريات شبه محسومة، صنع التاريخ.

بصفته يحتل المركز 70 في التصنيف العالمي فإن منتخب السلفادور هو المنتخب الأعلى تصنيفاً الذي تعادل معه مونتسرات. كانت كوراساو تحتل المركز 159 حين تعادلا في تصفيات روسيا 2018 كما تحتل أنتيجوا المركز 126 في التصنيف العالمي.

أجرى موقع FIFA.com مقابلة مع رجل الساعة في مونتسرات، الذي كان عائداً لتوّه لنوتينجهام من رحلة عبر المحيط الهادي من كوراساو تخلّلها 8 ثماني ساعات توقّف في أمستردام، للتحدث عن هذا الإنجاز ومعرفة المزيد عن طموحات مونتسرات المستقبلية.

موقع FIFA.com: سيبقى الأسبوع الماضي في تصفيات كأس العالم مهماً للغاية في مسيرتك الكروية، هل هذا صحيح؟ لايل تايلور: بالتأكيد هو أسبوع مهم جداً. الكل في ملعب تدريب نوتينجهام فورست يسألني عن التجربة وهي بلا شك مختلفة تماماً عن يومي الكروي العادي. أتيحت لي فرصة اللعب مع شقيقي ومع من أطلق عليهم "أشقائي"، فنحن أسرة. أغلب المجموعة معاً منذ حوالي ست سنوات وهذا بلا شك أمر رائع.

سأكذب إذا قلت إنها لم تحمل معنى أكبر من مسيرتي مع النادي لأنني أمثّل بلدي الذي ولدت فيها وتعيش فيها أسرتي وما يجعلنا أسرة واحدة. أمر رائع أن أحظى بفرصة ارتداء شارة القيادة وأن أقود الفريق للقتال على أرض الملعب فهذا أمر مميز جداً.

صف لنا شعورك حيال أداء مونتسرات في أول مباراتين في التصفيات لا سيّما بعد عودتك الآن وقد حصلت على وقت للتأمل؟ أول شيء أفكر فيه أننا كان يجب أن نفوز على أنتيجوا وتوقعنا ذلك بالفعل. وأنا لا أقلّل أبداً من شأن أنتيجوا ومنتخبها الوطني لكننا توقعنا الفوز عليهم ولذا فإن التعادل كان محبطاً. توقّعنا أيضاً أننا إذا فعلنا كل ما بوسعنا فإنه يُمكننا الفوز على السلفادور، التي تتفوّق علينا بـ100 مركز في التصنيف، ولذا أعتقد أن هذا يشير إلى مستوى الطموح الذي يراودنا حالياً.

نحن لا ندخل هذه المباريات بشعور المهزوم فمنتخبنا نضم لاعبين مميزين ولذا ندخل هذه المباريات عازمين على إظهار قدراتنا ولنثبت للجميع أننا جيدين. ندرك جيداً أن كأس العالم في قطر حلم بعيد المنال وأن المشوار أمامنا لا يزال طويلاً وأن مجرد التأهل لدور التصفيات القادم أمر صعب للغاية بكل صراحة. إن وصول مونتسرات إلى دور التصفيات النهائي سيكون أمراً مذهلاً لكن هذا هو هدفنا.

ربما ينظر الناس إلى التعادلين على أنهما عاديين، لكن هل يُمكنك أن تضع النتائج في سياقها الصحيح وأن تصف لنا ماذا يعني ذلك للجزيرة؟ شهد الأسبوع الماضي مرور ست سنوات على أول مشاركة لي مع المنتخب أمام كوراساو على أرضها. كان ينبغي أن نفوز عليهم لكننا لم نكن محظوظين. مررنا بثلاث أو أربع سنوات من انعدام النشاط لكننا عدنا لنثبت أننا فريق جيد. أعتقد أننا حققنا طفرة كبيرة الآن والفضل يعود بنسبة تصل تسعين بالمائة إلى رئيس الإتحاد فينسنت كاسيل. العمل الذي قام به والجهد الذي بذله ساعدنا على أن نظهر بشكل جيد وأن نصل إلى وضع نتوقع فيه الفوز بالمباريات وهذا بلا شك أمر رائع والفضل يعود له والجهد الذي بذله.

وبصفتي قائداً للمنتخب فإنني شاهد على ما يحدث خلف الكواليس. مهما قلت فلن أعطي السيد كاسيل حقه فهو يبذل جهداً كبيراً وأعتقد أن الأفضل قادم. من الرائع أن نرى كيف بدأ الفريق وما وصل إليه الآن بما في ذلك الاهتمام بأدق التفاصيل مثل أطقم الملابس. كنا نرتدي أطقم ملابس تبرّع بها FIFA لكننا الآن لدينا جهة راعية. الطاقم الجديد رائع للغاية وهو يليق بنا كأبناء جزيرة الزمرد. الفضل في كل شيء تحقق بدءاً مباني الإقامة في الاستاد ومستوى ملعب الكرة والمنشآت والفنادق التي تقيم فيها للسيد كاسيل. لقد انتظر ما يزيد على 40 عاماً ليرانا نفوز بمباراة وحقّقنا ذلك في السنوات الماضي.

ما حقّقه لاعبو المنتخب لا يصدق لا سيما إذا وضعنا في الاعتبار أن كان هناك حظر على كرة القدم دون المستوى 2 لمدة تقرب من خمسة أو ستة أشهر كما أن نصف قائمة منتخبنا تلعب في هذا المستوى وهم لم يتمكّنوا من لعب مباريات أو حتى التدرب طوال هذه الفترة ورغم ذلك تمكّنوا من الظهور بشكل مميز وتحقيق نتائج جيدة. هو أمر بالفعل لا يصدق. لقد واجهنا عقبات كثيرة حتى أننا شعرنا أنا هناك من لا يريد لنا النجاح. لكننا سنصل على بطولة كبرى سواءًا كانت الكأس الذهبية أو المرحلة المقبلة من تصفيات كأس العالم. وحين نحقّق ذلك فإننا سنُصيب عالم كرة القدم بالذهول.

التعادل مع السلفادور هي النتيجة الأبرز لا سيّما أنك سجلت في الدقيقة الأخيرة. هل هذه أبرز لحظة في مسيرتك الكروية أم هي على الأقل من بين الأبرز؟ خضت مباريات كثيرة أمام أعداد غفيرة من الجماهير في ويمبلي ويتعيّن علي أن أشعر بالامتنان لذلك لكن ليس هناك ما يشبه اللعب مع عائلتي ونحن في المنتخب الوطني عائلة واحدة. إن التعادل مع منتخب قوي مع السلفادور، وهو منتخب لا يُمكننا مجاراته على أرض الواقع، هو أمر مذهل. لكن أن نحقق ذلك في اليوم الذي يسبق عيد ميلادي هو أمر رائع وأنا سعيد أنني قبلت الانضمام للمنتخب قبل ست سنوات لأكون جزءاً من هذا الإنجاز.

ماذا يعني الحصول على نقطة من السلفادور بالنسبة للفريق من وجهة نظر ذهنية؟ هذه هي أول مرة ألعب ضدهم. أخبرني زملائي في الفريق أن المهمة صعبة وكنت أفكر في المنتخبات التي فازت علينا بنتيجة كبيرة من قبل لكننا بذلنا كل ما بوسعنا على المستطيل الأخضر وانتزعنا التعادل وهذه هي كرة القدم. كنا واثقين قبل المباراة. سيتذكّر الكثيرون ما حدث لا سيّما حين تسجل هدفاً في اللحظات الأخيرة في مرمى فريق الكل يدرك أنه الأفضل.

إن مجاراة فريق قوي مثل السلفادور وتلقي هدفاً من خطأ ثم الهيمنة على الشوط الثاني هو أمر رائع. وقد تجرّعوا ما ذُقناه أمامهم من قبل. هذه النتيجة رائعة لكن الأفضل قادم. سنفوز في المباراة المقبلة.

ماذا يعني لك اللعب بقميص مونتسرات؟ حين نُقارن مستوى اللعب في المملكة المتحدة بالمستوى الذي ألعب فيه مع منتخب بلادي، فإنني كان من المستحيل أن أنضم للمنتخب الإنجليزي. لم يكن هذا خياراً متاحاً. خين تلقيت رسالة للانضمام للمنتخب كنت في الطريق إلى شيفيلد للعب مع سكونثورب يونايتد في دوري الدرجة الأولى. وكنت أمزح مع والدي طوال هذه العطلة الأسبوعية ونمزح بشأن إمكانية أن يلعب شقيقي الأصغر في مركز الظهير الأيسر وأنني سألعب مهاجماً وربما يحرس والدي المرمى. وحين طلب مني الانضمام كانت إجابتي "نعم"..إنها فرصة مثالية لتمثيل بلد أجدادي ولم أكن لأرفض فرصة كهذه أبداً.

ما حجم الفخر الذي تشعر به كونك من أهم لاعبي الفريق وحيال إمكانية الذهاب بمونتسرات إلى الدور المقبل من تصفيات كأس العالم FIFA أو إلى التأهل إلى بطولة كبرى؟ لا أعتقد أن هناك شيء فعلته في حياتي سيكون أهم من هذا الإنجاز. إلى هذا الحد سيصل هذا الإنجاز وسيكون من أبرز إنجازاتي. سيكون هو أفضل شيء على الإطلاق. سيكون رائعاً للغاية أن تسنح لنا فرصة اللعب في الأدوار الأخيرة لتصفيات كأس العالم. إذا كانت هذه اللحظة ستكون اللحظة الأبرز في مسيرتي الكروية، ستكون هي أعلى نقطة في مسيرة زملائي أيضاَ. هذا ما قد يعنيه ذلك وهناك طريق واحد لتحقيق ذلك وعلينا أن نبذل كل ما بوسعنا لتحقيقه لكن أمامنا عمل شاق.