أصبحت موريتانيا أول دولة أفريقية تنضم لهذه المبادرة الرائدة لمؤسسة FIFA
تهدف مذكرة التفاهم مع وزارة التربية الموريتانية إلى ترك أثر إيجابي على حياة 10 آلاف تلميذ على الأقل يتراوح عمرهم بين ستة و12 عاماً
انطلق البرنامج عام 2023 ويهدف لتلقين علوم الحاسوب وتشجيع الاندماج الاجتماعي والابتكار التعليمي
شهد برنامج التعليم الرقمي لمؤسسة FIFA نقلة نوعية مع إطلاقه في أفريقيا، إذ أصبحت موريتانيا أول دولة في القارة تنضم لهذه المبادرة التي لا يقتصر التركيز فيها على تعليم التلاميذ كيفية التعامل مع التكنولوجيا، بل يمتد كذلك لجعلهم يكتسبون مهارات مهمة وتعزيز فرصهم في العثور على عمل مستقبلاً. وبحضور هدى باباه وزيرة التربية الموريتانية، وماوريسيو ماكري الرئيس التنفيذي لمؤسسة FIFA، وأحمد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، وشخصيات أخرى، تم التوقيع على مذكرة تفاهم لتكون هذه أحدث خطوة في إطار توسيع نطاق البرنامج التعليمي الفريد. تهدف هذه المذكرة إلى ترك أثر إيجابي على حياة 10 آلاف تلميذ على الأقل يتراوح عمرهم بين ستة و12 عاماً على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وبمناسبة التوقيع، قال ماكري: "إنه يوم تاريخي ولحظة استثنائية لمؤسسة FIFA وبرنامج التعليم الرقمي وأطفال موريتانيا". وأردف قائلاً: "بفضل دعم القوة الفريدة التي تتمتع بها كرة القدم، فإن مؤسسة FIFA ملتزمة بتطوير البرنامج. ويأتي إطلاقه على التراب الأفريقي بمثابة لحظة مميزة بالنسبة لنا جميعاً. لا يزال البرنامج في بداياته، ولكننا بدأنا نشهد فوائده في دول أخرى. ما يمكن أن يجلبه لأطفال موريتانيا يجعلنا نشعر بحماسة بالغة، ويُجسِّد جوهر إنشاء مؤسسة FIFA".
لا يقتصر المشروع على مجرّد تلقين علوم الحاسوب، بل يُشجع كذلك الاندماج الاجتماعي والابتكار التعليمي من خلال أنشطة تربط بين التعليم والتكنولوجيا وكرة القدم. وبذلك يستفيد البرنامج من شغف الأطفال بكرة القدم لجعلهم ينخرطون في عوالم الترميز والروبوتات والمهارات الرقمية بطريقة مسلية وتفاعلية. ومن خلال إدخال المفاهيم الكروية إلى الصفوف الدراسية، يتحمّس التلاميذ لسبر أغوار التكنولوجيا، إلى جانب تطوير مهارات حل المشكلات والإبداع والعمل الجماعي. وبفضل أنشطة تفاعلية مثل أنظمة برمجة المحاكاة الكروية وأجهزة الاستشعار التي تقيس الأداء وتصميم الروبوتات لبطولات كروية مصغرة، يتحول التعليم إلى تجربة تفاعلية وذات صلة بالمهارات الحياتية.
ومن شأن هذه المقارَبة أن تعزز الثقة الذاتية لدى التلاميذ وتزرع لديهم روح الفضول وتشجعهم على أن يكونوا طرفاً فاعلاً في الرحلة المعرفية. ففي النهاية، لا ينحصر البرنامج بمحو الأمية الرقمية، بل يمنح الطلاب أدوات مهمة ومهارات أساسية يحتاجونها للنجاح في حياتهم مستقبلاً. إلى ذلك، يدعم البرنامج الدول في مساعيها لردم الهوة الرقمية بين المدن والأرياف النائية، وذلك من خلال توزيع أجهزة كمبيوتر محمولة صغيرة وخفيفة وأجهزة إسقاط ضوئي، بالإضافة إلى توفير تدريب مكثّف للأساتذة والمعلمين، والقيام بأنشطة موجهة للعائلات والمجتمعات المحلية. وبذلك تتحمّل مؤسسة FIFA التكلفة المادية للوصول إلى الفئات الأقل حظوة، والمساهمة في خلق فرص متكافئة للجميع، وإطلاق العنان لإمكانياتهم. ومنذ إطلاق المشروع على المستوى العالمي في يوليو/تموز 2023 عبر توقيع مذكرة تفاهم في بيليز التي سيستفيد فيها 10 آلاف طفل - بالإضافة إلى المدرسين والإداريين في المدارس - على مدى السنوات الثلاث المقبلة، أصبحت باراغواي في يونيو/حزيران 2024 أول دولة في أمريكا الجنوبية تنضم للبرنامج، بحيث سيستفيد منه أكثر من 20 ألف تلميذ هناك.