ألقى جياني إنفانتينو كلمة خلال أشغال المؤتمر الحادي والتسعين للجمعية العامة للاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزي المنعقد في مدينة جنيف السويسرية، حيث ذكَّر جهات البث بضرورة دفع ثمن معقول مقابل نيل الحقوق التجارية لكرة قدم السيدات، مشجعاً المندوبين الحاضرين في الاجتماع على التعاون معFIFA من أجل تعزيز اللعبة النسائية باستمرار.

وقال رئيس FIFA في معرض حديثه: "إن الرسالة الحقيقية تتمثل في مساعدتنا على النهوض بكرة قدم السيدات على وجه الخصوص، فالأمر لا يتعلق فقط بالقيمة المالية للجوائز، وإنما بالاستثمار في لعبة السيدات، إذ بفضل انخراط الاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزي ومساهمة العديد منكم، أصبحت أمامنا فرصة سانحة لتشجيع اللعبة في الفترة الممتدة ما بين كأس العالم للسيدات وبطولة أوروبا للأمم للسيدات".

وأعرب الرئيس إنفانتينو عن رغبته في أن تعرض جهات البث محتوى متعلقاً بكرة قدم السيدات لمدة ساعة واحدة على الأقل في الأسبوع، وذلك للمساهمة في تسليط الضوء على اللاعبات، اللواتي يعتبرهن قدوة يحتذى بها. وقال في هذا الصدد: "دعونا نفعل ذلك معاً لأن هناك رياضيات وسيدات عظيمات (يمكن تسليط الضوء عليهن)".

ولدى وصوله إلى الجمعية العامة، التقى جياني إنفانتينو برئيسة الاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزي، دلفين إرنوت، ومديره العام، نويل كوران، حيث استعرض معهما ثمار الشراكة القائمة منذ عام 1954 بين FIFA والاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزي، والتي شملت التعاون في مجال الحقوق الإعلامية لبطولة كأس العالم للسيدات FIFA أستراليا ونيوزيلندا 2023™، حيث تم نقل مباريات البطولة في ما لا يقل عن 34 بلداً أوروبياً.

وأوضح الرئيس إنفانتينو في هذا السياق: "الرسالة التي نود التأكيد عليها معاً هي أن كرة القدم توحد العالم، فنحن هنا للعمل معكم يداً بيد من أجل إيجاد حلول وسُبل ناجعة للنهوض بكرة قدم السيدات، التي أصبحت تمارَس اليوم في أكثر من 180 دولة، علماً أن العدد كان لا يتجاوز 120 قبل أن أتقلَّد منصبي على رأس FIFA".

وأضاف: "في السنوات السبع الماضية، تمكنّا من رفع قيمة الاستثمارات في كل بلد بمقدار سبعة أضعاف، حيث أصبح يتلقى كل بلد في العالم 8 ملايين دولار على الأقل في الدورة الممتدة على أربع سنوات، علماً أن هذه الأموال تُستثمر في تطوير اللعبة، وخاصة كرة قدم السيدات. وبالطبع، لم تشهد عائداتنا ارتفاعاً بسبعة أضعاف، بل بضعفين. فقد زادت قليلاً، لكن المال لم يعد يختفي في مهب الريح كما كان الحال في السابق، بل أصبحت أموال الاتحاد الدولي لكرة القدم تُوجَّه إلى حيث يجب أن تُوجَّه، أي أنها الآن تُخصَّص لتطوير اللعبة".

كما أكد رئيس FIFA على رفع قيمة الجائزة المالية لكأس العالم للسيدات FIFA التي أصبحت تبلغ 150 مليون دولار أمريكي، أي بزيادة قدرها عشرة أضعاف مقارنة بالفترة التي سبقت توليه منصب الرئاسة، مؤكداً في الوقت ذاته أن هذه الخطوة تساهم بشكل فعال في تطوير كرة قدم السيدات برمتها وتعزيز اللعبة النسائية على الصعيد العالمي.

وختم الرئيس إنفانتينو بالقول: "إنها خطوات مهمة في الطريق إلى النهوض بمجتمعاتنا ونحن ملتزمون بذلك أشد الالتزام، كما أن الاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزي يلعب دوراً بالغ الأهمية في هذا الصدد، وإننا نقف معاً أمام لحظة تنطوي على فرص وإمكانيات. فكُرة القدم هي أعظم رياضة على الإطلاق، وهي التي تُضفي السعادة على حياة الناس وتملؤهم بالعواطف الفياضة والمشاعر الجياشة".

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزي يضم 68 عضواً (بما في ذلك أعضاء من آسيا وأفريقيا، وكذلك أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية)، وهم يمثلون 112 منظمة من 56 بلداً، علماً أن الهيئات الأعضاء فيه تشرف على نحو 2000 قناة تلفزيونية وإذاعية ومحطة بث عبر الإنترنت، مما يجعل نطاقه يصل إلى أكثر من مليار شخص عبر أنحاء العالم، وبأكثر من 150 لغة.