ومن أجل تطوير اللعبة، أوضحت الإستراتيجية كيف يجب على FIFA ألا يقوم فقط بترويج كرة القدم في المناطق التي لا تلعب فيها النساء حاليًا، بل يحتاج أيضًا إلى مواصلة تطوير اللعبة في تلك المناطق التي تنزل فيها النساء بالفعل إلى أرض الملعب كل يوم والمعروفة بكرة القدم للسيدات. سيتم ذلك من خلال تنفيذ برامج ومبادرات جديدة لتوسيع المشاركة، وسيسعى الكثير منها إلى تحسين المسارات الحالية للنساء للمشاركة في اللعبة. ومن أجل تحقيق ذلك، تم تحديد خمسة تكتيكات، تمتد من تحديث برامج التطوير، وتطوير برنامج كرة القدم من أجل المدارس، وتحسين التطوير الفني. في عام 2019، انطلق برنامج FIFA لكرة القدم للمدارس (F4S) التجريبي، والذي شهد اعتبارًا من أكتوبر 2023، تقدم أكثر من 90 اتحادًا عضوًا في FIFA إليه؛ تم توزيع ما يقرب من 1.5 مليون ' كرة قدم' على الأطفال على مستوى العالم، ويستخدم أكثر من 23 مليون طفل تطبيق F4S. وبعد مرور عام، أعلن FIFA أن الاتحادات الأعضاء ستكون قادرة على التقدم بطلب للحصول على الدعم في ثمانية مجالات رئيسية لتطوير كرة القدم النسائية خلال الفترة 2020-2023. بالإضافة إلى المساعدة المالية لتغطية تكاليف برامج مختارة، يلتزم برنامج FIFA لتنمية المرأة أيضًا بتزويد الاتحادات الأعضاء بإمكانية الوصول إلى خبراء كرة القدم النسائية، والمعدات الإضافية، والدعم الفني لتطوير كرة القدم النسائية في بلادهم. ومنذ ذلك الحين، وتحت شعار برنامج تنمية المرأة التابع لـ FIFA، نفذ FIFA أكثر من 900 مشروع في 137 اتحادًا عضويًا حول العالم - وكلها مخصصة لنمو كرة القدم النسائية.

إن الهدف من هذه الركيزة من الإستراتيجية هو زيادة جاذبية كرة القدم النسائية للاعبات والمشجعين والشركاء التجاريين. ومن خلال تحسين المسابقات الحالية والمستقبلية - أعلن مجلس FIFA مؤخرًا في اجتماعه المنعقد في 4 أكتوبر/تشرين الأول، عن إنشاء بطولة جديدة لكأس العالم لكرة الصالات للسيدات - يهدف FIFA إلى ضمان ظهور أفضل اللاعبات والفرق ووجود وسائل فعالة. لتطوير نجوم المستقبل في اللعبة النسائية. إن مدى التغيير الذي طرأ على وجه كرة القدم النسائية في السنوات الأخيرة قد تجسد في كأس العالم للسيدات 2023™. حضر ما يقرب من 2 مليون مشجعة ومشجع المباريات. في أستراليا، كانت مباراة نصف النهائي التي خاضها منتخب أستراليا هي البرنامج التلفزيوني الأكثر مشاهدة على الإطلاق (منذ بدء نظام قياس الجمهور OzTAM في عام 2001)، وتم تحقيق أكثر من 3 مليارات مشاهدة للمحتوى على منصات FIFA للتواصل الاحتماعي والرقمية. على أرض الملعب، كانت بطولة كأس العالم للسيدات 2023™ هي الأكثر تنافسية، وهو إنجاز أكثر إثارة للإعجاب بالنظر إلى أنها كانت النسخة الأولى التي توسعت من 24 إلى 32 فريقًا وضمت ثمانية فرق لأول مرة. فازت نيوزيلندا بأول مباراة لها على الإطلاق في كأس العالم للسيدات FIFA؛ تأهل المغرب ونيجيريا وجنوب أفريقيا إلى دور الـ16؛ تم تسجيل عدد قياسي من الأهداف (164)، وفي أماكن أخرى، تم تحطيم أرقام قياسية أخرى، مثل مشاركة لاعبة كوريا الجنوبية كيسي فير، بعمر 16 عاماً و26 يوماً، لتصبح أصغر لاعبة تظهر في تاريخ كأس العالم للسيدات FIFA. كانت بطولة كأس العالم للسيدات 2023 FIFA™ أيضًا هي النسخة الأولى التي شهدت احتفال فريق من الاتحادات الستة جميعها بالفوز خلال البطولة. يتميز نمو كرة القدم النسائية على مستوى العالم أيضًا بزيادة نشاط المنتخبات الوطنية للسيدات. ارتفع عدد الفرق المصنفة رسميًا من 155 إلى 188 منذ عام 2019، وكذلك عدد الفرق المشاركة في تصفيات كأس العالم للسيدات FIFA. في عام 2019، حاول 140 اتحادًا وطنيًا التأهل إلى كأس العالم للسيدات FIFA، وهو الرقم الذي ارتفع إلى 168 في الفترة التي سبقت نسخة هذا العام.

تلتزم استراتياجية FIFA لكرة القدم للسيدات بـتوسيع نطاق عرض كرة القدم النسائية وزيادة قيمتها التجارية. كما ساعدت بطولة كأس العالم للسيدات 2023 FIFA الناجحة على رفع مستوى كرة القدم النسائية من خلال زيادة المشاركة والحملات المختلفة واستخدام التكنولوجيا، تنفيذ استراتيجية واضحة للعلامة التجارية واستخدام نماذج القدوة والسفراء. كان أحد التكتيكات المحددة للاستراتيجية هو "تعزيز مشاركة كرة القدم النسائية مع الشركاء التجاريين الحاليين". في 13 ديسمبر 2021، أعلن FIFA عن أول برنامج تجاري مخصص لكرة القدم النسائية، تم إطلاقه لتسريع النمو والمساواة في اللعبة النسائية. وقد تم تسليط الضوء على الجاذبية التجارية للعبة السيدات عندما أعلن FIFA أن جميع عروض الشراكة الخاصة بكأس العالم للسيدات FIFA قد بيعت بالكامل في يوم الافتتاح. نما برنامج الشراكة التجارية لـ FIFA من 12 (ستة شركاء وستة داعمين من الدولة المضيفة) خلال كأس العالم للسيدات 2019 FIFA إلى 30 هذا العام - مما يمثل زيادة تزيد عن 100%، مما يدل على أن لعبة السيدات لديها القوة للوقوف بمفردها على المستوى التجاري.

كما تلتزم استراتيجية FIFA لكرة القدم النسائية بتوسيع تمثيل المرأة في عملية صنع القرار في مجال كرة القدم على أعلى المستويات ومواصلة تحسين الأطر التنظيمية التي من شأنها تعزيز احتراف اللعبة النسائية. وكان تعزيز القيادات النسائية محور التركيز الرئيسي هنا، فضلا عن توسيع تمثيل المرأة في هيئات صنع القرار في كرة القدم على أعلى المستويات. ومن بين الأهداف المعلنة صراحةً، تحسين المهارات وتمكين وإنشاء شبكات أقوى للنساء العاملات في كرة القدم، وتزويد النساء العاملات بالفعل في هياكل كرة القدم في الاتحادات الوطنية الأعضاء أو الاتحادات القارية بمنصة مثالية لتوسيع معرفتهن واكتساب الخبرة اللازمة. أحد هذه البرامج التي تم تنفيذها للمساعدة في تحقيق ذلك هو برنامج FIFA للقيادة النسائية في كرة القدم. تشولوفيلو سيتلهوكو، رئيسة كرة القدم النسائية في اتحاد بوتسوانا لكرة القدم، هي أحد المشاركات الحاليين، إلى جانب شيري لي أتكينسون، وهي عضو في مجلس إدارة اتحاد وايبوب لكرة القدم. "هذا البرنامج يدور حول التنمية الشخصية والثقة بالنفس - ولا أعتقد أنني أدركت هذا الجانب حقًا حتى كنت هناك. لكن هذا جعلني أدرك أن هذا هو بالضبط ما نحتاجه كقائدات نسائيات. نحن بحاجة إلى تطوير قدراتنا الذاتية والوعي الذاتي ليصبحوا قادة أفضل" تقول أتكينسون.

وسيعمل FIFA على تسخير قوة اللعبة ومسابقاتها لتسليط الضوء على التأثير الاجتماعي الإيجابي لكرة القدم على النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم. خلال البطولات النسائية، يعد التعاون الوثيق مع البلدان المضيفة والمنظمات غير الحكومية الإقليمية أمرًا ضروريًا لتطوير مشاريع ذات تأثير اجتماعي مستدام تسلط الضوء على قوة كرة القدم كوسيلة لتحسين حياة اللاعبين. إن مشاركة لاعبات كرة القدم الأسطوريات اللاتي يدافعن عن إمكانية الوصول وتكافؤ الفرص والفوائد الصحية والتغيير الاجتماعي الإيجابي من خلال اللعبة، مع توفير رؤية إضافية، تثبت أيضًا أنها أداة قوية. خلال بطولة كأس العالم للسيدات FIFA في أستراليا ونيوزيلندا 2023™، سلط FIFA، بالشراكة مع العديد من وكالات الأمم المتحدة، الضوء على مجموعة من القضايا الاجتماعية، تم اختيارها بعد مشاورات مكثفة مع أصحاب المصلحة بما في ذلك اللاعبات والاتحادات الأعضاء الـ 32 المشاركة. وفي إطار الحملة العالمية، Football Unites The World، تم إيصال ثماني رسائل محددة خلال البطولة النهائية، وتم الترويج لها من خلال شارات قادة الفرق، ولوحات LED الرقمية على جانبي الملعب، والأعلام الكبيرة المعروضة على أرض الملعب، والشاشات العملاقة في الملاعب وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتأكدت عملية التشاور من أن القضايا الاجتماعية التي يتم الترويج لها خلال البطولة كانت تعكس الموضوعات التي كانت اللاعبات متحمسات لها.

عشية نهائي كأس العالم للسيدات FIFA في 20 أغسطس 2023، نشر FIFA كرة القدم للسيدات: تقرير استطلاع الاتحادات الأعضاء لعام 2023، الذي يسلط الضوء على فرص التطوير الحالية والمحتملة داخل اللعبة، داخل الملعب وخارجه. ارتفع عدد النساء والفتيات اللاتي يلعبن كرة القدم المنظمة بنحو الربع مقارنة بعام 2019 (ما يصل إلى 16.6 مليون)، مع وجود 88% من الاتحادات الأعضاء التي شملها الاستطلاع لديها الآن استراتيجية لكرة القدم النسائية. هذا ما قالته ساراي باريمان في حديثها خلال ندوة FIFA لكرة القدم للسيدات. "لقد شعرنا هذا العام بتحول زلزالي في الطريقة التي يرى بها الناس كرة القدم النسائية. إن بطولة 2023 تدور حول أن نظهر للعالم ما يعنيه الارتقاء باللعبة إلى ما هو أبعد من العظمة. أن نضع لاعباتنا على الركيزة التي ينتمين إليها، لملئها في الملاعب، حطمنا الأرقام القياسية - وكنا نفعل ذلك بشكل يومي في هذه البطولة - حطمن الحواجز وأظهن لكل فتاة وفتى، من كل ركن من أركان العالم، أن بإمكانهن أن يحلمن بكسب لقمة عيشهن من كرة القدم. والمهمة الآن هي مواصلة البناء على هذا الزخم.