يتحدّث محمد رشيد عن تحوّله من الدراسة الأكاديمية إلى كرة القدم
سجّل لاعب الوسط الفلسطيني هدفه الدولي الأول أمام السعودية
اعتبر أن مباراة الأردن الأخيرة في قطر ٢٠٢١ ستكون "مصيرية"
"لم يكن مقدّراً لي أن ألعب كرة القدم،" هكذا ما كشفه لاعب الوسط المدافع للمنتخب الفلسطيني محمد باسم رشيد في بداية حديثه الحصري مع موقع FIFA.com لدى سؤاله عن الأداء الكبير الذي قدّمه مع منتخب بلاده في ثاني مبارياته في كأس العرب FIFA قطر ٢٠٢١™. ورُغم عشق محمد باسم الكبير لكرة القدم، إلا أنها لم تكن على رأس سلّم أولوياته عندما انتقل إلى الولايات المتحدة عام 2013 بحثاً عن استكمال دراسته الجامعية، حيث تخصّص حينها في علم النفس الاصطناعي، وحصل على الشهادة الجامعية وكان على وشك بدء العمل في هذا التخصص في بلاد العم سام. إلا أن نقطة التحوّل في مسيرة اللاعب جاءت عندما تم استدعاؤه للمشاركة مع منتخب فلسطين في كأس آسيا تحت 23 سنة عام 2018 وبعد ذلك في الألعاب الآسيوية في نفس العام الذي شهد أيضاً مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الأول ليتحوّل بذلك تركيزه بشكل أكبر نحو الساحرة المستديرة. وقال اللاعب ذو السادسة والعشرين من العمر "لم أكن أهتم كثيراً في البداية لكرة القدم، حيث كان تركيزي منصباً على الدراسة الجامعية وحصلت على الشهادة وكان في انتظاري عمل في نفس مجال تخصصّي. إلا أن مشاركتي مع منتخب تحت 23 سنة عام 2018 في كأس آسيا والألعاب الآسيوية كان نقطة تحوّل كبيرة بالنسبة لي." كان تطوّر لاعب الوسط سريعاً، حيث عاد إلى فلسطين وانضم إلى مؤسسة البيرة وبعد ذلك إلى نادي هلال القدس قبل أن يحصل على فرصة الاحتراف الخارجي حيث لعب مع الجيل السعودي الذي يلعب في الدرجة الأولى لموسم واحد قبل أن ينتقل إلى ناديه الحالي بيرسيب باندونج في إندونيسيا. وقد تحدّث عن تجربته الاحترافية وخصوصاً التي خاضها في السعودية بالقول "استفدت كثيراً من اللعب في الدوري السعودي وقد ساعدني هذا الأمر في تطوير مستواي."
هدف تاريخي
كان محمد رشيد اللاعب الفلسطيني الوحيد الذي بقي في منطقة اللقاءات مع الصحفيين بعد فترة طويلة من نهاية المباراة حيث توقّف لإجراء العديد من المقابلات رُغم حالة التعب التي ظهر به وهو يحمل فردة حذائه اليمنى بيده ومرتدياً الأخرى في قدمه اليسرى. للوهلة الأولى بدا الأمر غريباً. ولكن رشيد توّج مجهوده الكبير في المباراة بهدف صاروخي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الأول بتسديدة قوية بيُمناه تحديداً ومن مسافة 30 ياردة ذهبت في شباك الحارس السعودي زيد الباوردي والذي كان قد صدّ تسديدة نفس اللاعب في الدقيقة 33 ومن نفس المسافة تقريباً؛ لذا فقد كان الأمر منطقياً عندما شرح التقنية التي سجّل فيها الهدف. "هل تعلم لماذا؟" سأل رشيد قبل أن يُضيف "التسديدة الأولى لم تكن بنفس التقنية التي سدّدت فيها كرة الهدف بمشط القدم والتي ذهبت بقوة كبيرة في المرمى." وقد كان احتفاله جنونياً أيضاً! يُجيب رشيد بالقول عن الإحتفال ضاحكاً "بعد الهدف احتفلت بالتوّجه إلى المدرجات لشكر صديقي وزميلي (الحارس) رامي حمادة المصاب." وأضاف "لقد تحدّث معي قبل المباراة وقال لي بأنه يشعر بأنني سأسجّل هدفاً في مباراة اليوم. عندما سجّلت الهدف تذكرت هذا الأمر مباشرة لأنني أردت أن أعطيه دافع كبير من أجل العودة بقوة للمنتخب."
مباراة مصيرية
كان المنتخب الفلسطيني على بعد تسع دقائق فقط من تحقيق انتصار تاريخي على نظيره السعودي في المباراة التي أقيمت على استاد المدينة التعليمية ولكن هدف البديل عبدالله الحمدان حرم "أسود كنعان" من تحقيق فوز كان سيكون مهماً بعد الخسارة القاسية في المباراة الأولى أمام المغرب برباعية. وأكد رشيد هذا الأمر بالقول "لقد كان الفوز على السعودية أمراً مهماً بالنسبة لنا لأننا أردنا العودة بقوة بعد خسارة المباراة الأولى أمام المغرب،" مضيفاً "لكن الأمور لم تسر كما أردنا بعدما تلقينا هدفاً في الدقائق الأخيرة من المباراة بسبب عدة أخطاء." هذا التعادل وضع المنتخب الفلسطيني في موقف صعب من أجل التأهل إلى مرحلة خروج المغلوب حيث يحتل المركز الأخير في المجموعة الثالثة وتنتظره مباراة تُعتبر بمثابة "ديربي" مع المنتخب الأردني في ختام مباريات الفريقين في المجموعة. وقال رشيد "الكل بانتظار هذه المباراة وبغض النظر عن نتيجة مباراة السعودية، كانت ستكون المباراة الأخيرة أمام الأردن هي المفصلية والحاسمة بالنسبة لنا." وختم قائلاً "مباراة الأردن هي بمثابة نهائي لنا ولهم أيضاً. بالنسبة لنا هي مواجهة حياة أو موت ونأمل بأن ننجح مع نهايتها بالفوز والتأهل."