يعمل FIFA خلال كأس العالم للسيدات FIFA أستراليا ونيوزيلندا 2023™ على تعزيز الصحة القلبية باعتبارها إحدى الأركان الصحية الرئيسية الأربعة التي يركز عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وقد خصَّص FIFA جناحاً لهذا الغرض في مهرجان المشجعين FIFA Fan Festival™ بمدينة سيدني/غاديغال، وذلك بالتعاون مع منظمة Heartbeat of Football (نبض كرة القدم) غير الربحية التي تتخذ من أستراليا مقراً لها.

ويتيح هذا الجناح للمشجعين فرصة فحص نسبة السكر في الدم وضغط الدم والكوليسترول مجاناً مع إمكانية تلقي النتائج على الفور، فضلاً عن مشاهدة عرض عملي تفاعلي يتخلله تدريب على القيام بالإسعافات الأولية في حالات التعرّض لسكتة قلبية.

ويأتي دعم FIFA لهذا الجناح قبل بدء تنفيذ برنامج التوعية بالصحة القلبية الذي تم تعميمه على جميع الاتحادات الوطنية الـ 211 الأعضاء في FIFA.

وفي هذا الصدد، قال أندرو ماسي، مدير قسم الشؤون الطبية بالاتحاد الدولي لكرة القدم: "من وجهة نظر FIFA ننظر إلى هذه الخطوة باعتبارها المرحلة الأولى من برنامج "أبطال القلب"، فهي تركز على زيادة الوعي وتثقيف الناس، على أن تركز المرحلة التالية على تعميم هذا البرنامج على جميع المسابقات التي ننظمها [FIFA]". وتابع: "هذا يعني التوافق مع البلدان [المضيفة] حتى نتمكن من تقديم برامج تعليمية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و11 سنة لكي يتعرفَّوا على خبايا الصحة القلبية، فهدفنا الأسمى من برنامج "أبطال القلب" هو تعليم الناس كيفية التعامل مع الحالات الطارئة على أرض الملعب وضمان توفُّر جهاز إزالة الرجفان في كل ملعب من ملاعب كرة القدم بغض النظر عن مستوى المنافسة".

كما يوفر جناح مهرجان FIFA للمشجعين مركزاً صحياً برعاية SiSU Health حيث يمكنهم فحص جوانب صحية متعددة، ومن بينها قابلية التعرض لمرض السكري، فضلاً عن الاستفادة من خبرات ممثلين عن مؤسسة "Response For Life" (الاستجابة للحياة)، الذين يقدمون دورات تدريبية حول عملية الإنعاش القلبي الرئوي.

وفي هذا الصدد، قال آندي باسكاليديس، مؤسس منظمة "نبض كرة القدم" الخيرية: "هذا جناح شامل ونموذج رائع وفريد لما نريد أن يشاركه الناس فيما بينهم عبر مختلف أنحاء العالم، لأننا إذا اتّحدنا معاً سنتمكن من إحداث فرق كبير في مجال صحة القلب والأوعية الدموية".

وأضاف: "إننا في غاية الفرح والسرور بما حققناه هنا، حيث فاقت للمرة الأولى أعداد الاختبارات التي أجريناها للنساء تلك التي خضع لها الرجال، وهذا يعني أننا حققنا التوازن بين الجنسين في هذا الصدد،فمن المهم أن يفهم الناس خبايا صحتهم وسلامتهم، ونأمل أن تساهم هذه الجهود في جعل الناس يفكرون أكثر فأكثر في إجراء الفحوص وتشخيص حالاتهم"، مضيفاً أن "هذا أمر بالغ الأهمية لأننا نتعامل مع العامل الأكثر فتكاً بالناس في المجتمع، وبإمكاننا أن نتخذ موقفاً راسخاً في هذا الشأن، باعتبار كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في العالم".

كما أكد الدكتور ماسي أن نشر هذه الرسالة المتعلقة بالصحة القلبية هو محور تركيز FIFA، حيث أوضح بالقول: "إذا تمكنا من زيادة الوعي للحيلولة دون وقوع شيء ما، فهذا هو الهدف الأسمى للطب.

فإذا كان حدوث حالات طارئة أمراً حتمياً، وهي حالات لا يمكننا بالضرورة التنبؤ بموعد حدوثها، فإنه يجب علينا أن نكون على استعداد لنتمكن من تشخيصها والتعامل معها، لضمان أفضل النتائج. صحيح أنك لا تحتاج لأن تكون طبيباً حتى تتمكن من علاج شخص مصاب بنوبة قلبية، ولكن عليك أن تكون قادراً على إدراك أنها نوبة قلبية وعلاجها على الفور. وكلما أسرعت في التعامل معها، زادت فرص المصاب بالنجاة".

وتابع: "دائماً ما يزداد الوعي بحالات الطوارئ الطبية عند إصابة شخصية بارزة بها، وإذا كانت منافسات كرة القدم على مستوى النخبة تمثل 2 في المائة فقط، فهذا يعني أننا نجهل تماماً الحالات التي تحدث في أنشطة كرة القدم التي تمارَس في الحدائق والمتنزهات، والتي تمثل 98 في المائة من الحالات الإجمالية. ذلك أن هذا الإجراء يُراد منه المساعدة في إعداد الناس الذين يشاهدون مباريات كرة القدم في فئات البراعم والناشئين والشباب".

وختم الدكتور ماسي بالقول: "لقد أصبحت أجهزة إزالة الرجفان سهلة الاستخدام، إذ بات هامش الخطأ شبه منعدم. فأسوأ ما يمكنك القيام به هو البقاء مكتوف اليدين، لذا فإن الأمر يتوقف على مدى وعيك ودرايتك".