إذا نجح براندون فرنانديز في نقل مستواه الممتاز مع النادي إلى الساحة الدولية في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، فإن فرص الهند في استعادة حظوظها ستتعزز بشكل كبير.

حقّقت كتيبة "النمور الزرقاء" بقيادة المدرب إيجور ستيماتش ثلاث نقاط فقط من المباريات الخمس الأولى في الجولة التأهيلية الثانية، وهي نتيجة مخيبة للآمال وضعتهم في المركز الرابع في المجموعة الخامسة التي تضم أيضاً قطر وعمان وأفغانستان وبنجلاديش. وفي حين أن آمال الهند في الوصول إلى قطر 2022 لن يُنعشها سوى سلسلة من النتائج الجيدة في المباريات القادمة، إلا أن لديها الكثير من الأسباب التي تدفعها للعب بشكل أفضل، لا سيما وأن تصفيات قطر ٢٠٢٢ هي أيضاً تصفيات مؤّهلة إلى كأس آسيا 2023.

غير أن الهند يمكنها الاعتماد على فرنانديز المتألق لتوفير بعض عناصر القوة التي تشتد الحاجة إليها. وفي الواقع، يدخل لاعب الوسط مباريات هذا الشهر على خلفية موسم ناجح للغاية مع نادي جوا في الدوري الهندي الممتاز، حيث قام بسبع تمريرات حاسمة - وهي الأعلى بين جميع اللاعبين الهنود - ليساعد فريقه على الفوز باللقب المحلي وتحقيق أول مشاركة له في دوري أبطال آسيا 2021.

واصل فرنانديز تألقه في الظهور الآسيوي الأول للنادي، حيث صنع هدفين، الأول في الخسارة 2-1 أمام بيرسيبوليس الإيراني والثاني في التعادل 1-1 مع الريان القطري، ليحل جوا في المركز الثالث في مجموعته. والآن لدى فرنانديز الفرصة لاختبار قدرته مرة أخرى على الساحة الدولية عندما تستضيف الدوحة هذا الشهر المباريات المتبقية للمجموعة الخامسة.

وقال اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً لموقع FIFA.com في مقابلة حصرية "دافعي هو تقديم 100 في المائة من قدراتي في كل مباراة. نعلم جميعاً قدرات المنافسين الذين نواجههم. لكن بالنسبة لنا لا بد من الفوز، ولا نتوقع أقل من الأفضل. من الناحية الواقعية، آمل أن نتمكن من جمع ست أو سبع نقاط على الأقل من المباريات المتبقية."

وأضاف "لدينا منتخب جيد للغاية، شاب وحيوي. نحن نعمل بشكل جيد تحت قيادة المدرب ستيماتش. نحن مصرون على أن نتحسن في كل مباراة. المدرب يقدّم لنا دعماً جيداً ويحاول توجيهنا وتحفيزنا جميعاً داخل وخارج الملعب."

من المقرّر أن تبدأ الهند مبارياتها ضد متصدر المجموعة قطر يوم الخميس، قبل المواجهات مع بنجلاديش وأفغانستان. وبعد تعادل الهند مع قطر بدون أهداف في مباراة الذهاب، يأمل فرنانديز أن يتمكن فريقه من تحقيق نتيجة أفضل ضد بطل كأس آسيا.

ويقول فرنانديز "ستكون مباراة جديدة تماماً ويوماً جديداً، ولذا علينا أن نقدم أفضل ما لدينا إذا أردنا تحقيق نتيجة إيجابية. بالطبع، ليست هناك مباراة سهلة، وبالتالي نحتاج إلى تجنب أي أخطاء."

ولد فرنانديز في جوا، المنطقة التي تزدهر فيها كرة القدم في الهند، وقد أظهر مواهبه منذ سن مبكرة وضمه نادي سالجوكار بسرعة عندما كان مراهقاً. ونال لقب أفضل لاعب في بطولة كأس مانشستر يونايتد الممتاز لعام 2008، وهي بطولة للشباب نظمها النادي الإنجليزي العملاق، حيث ساعد فرنانديز سالجوكار على احتلال المركز الثالث.

في العام التالي توّجه إلى جنوب إفريقيا ليلتحق بنادي الدرجة الثالثة ASD كيب تاون، حيث أمضى ثلاثة مواسم مع أكاديمية الشباب في النادي ولفت أدائه نظر المراقبين من أوروبا، على الرغم من أن تجاربه اللاحقة في ريدينج وليستر سيتي وسندرلاند لم تؤد إلى إبرام أي عقد معه.

ورغم خيبة الأمل هذه، واصل فرنانديز إحراز تقدم مع سلسلة من الأندية الهندية على مدى السنوات التالية وانطلقت مسيرته المهنية بعد انضمامه إلى نادي أف سي جوا في عام 2017. سطع نجم فرنانديز مع هذا النادي في موطنه وأثبت نفسه كواحد من أكثر اللاعبين إبداعاً في البلاد، حيث ساهم في تحقيق أول ظهور دولي للهند في كأس الملك 2019 في تايلاند.

وقال فرنانديز: "ستكون نقاط قوتي الرئيسية هي الإبداع والرؤية. هذه هي الصفات التي تمكنني من إظهار كل مهاراتي الأخرى. هدفي هو أن أحدث فرقاً، وأنا واثق من أنني أستطيع فعل ذلك."

أثارت الهند الإعجاب في بطولة كأس آسيا الأخيرة، إلا أنها لم تتأهل بعد لكأس العالم. ومع ذلك، يعتقد فرنانديز أن بلاده على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الحلم في نهاية المطاف.

وقال "لقد رفع منتخب الهند [الحالي] المستوى بالتأكيد مقارنة بالسنوات السابقة. مع هذا النوع من الفرص والمشاركات التي تتوفر لفرق الشباب، هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا إيجابيين. وأعتقد اعتقاداً راسخاً أنه في السنوات القادمة سوف نعبر بالتأكيد تصفيات كأس العالم."