تتصدر تركمانستان مجموعتها في تصفيات قطر ٢٠٢٢
يملكون فرصا وافرة من أجل التأهل للدور الثاني
يتطلع الكابتن أمانوف لصنع التاريخ وإسعاد البلاد بأكملها
لعل مشوار تركمانستان في تصفيات كأس العالم FIFA الحالية هو الأفضل في تاريخ مشاركات منتخب هذا البلد، الذي خالف كل التوقعات من خلال نتائجه المذهلة في المجموعة الثامنة ضمن الدور الثاني للمراحل التأهيلية الآسيوية، حيث وضعته القرعة في مواجهة الكوريتين الجنوبية والشمالية فضلاً عن لبنان وسريلانكا.
صحيح أن فرص كتيبة كاراكوم كانت تبدو ضئيلة قبل انطلاق المنافسات، بل وتعززت تلك التوقعات بعد البداية المتعثرة، حيث مُني الفريق بالهزيمة أمام كوريا الجنوبية ولبنان، بينما فاز 2-0 في سريلانكا. لكن منتخب تركمانستان عاد بقوة على نحو غير متوقع بتاتاً، حيث انتزع انتصاراً ثميناً (3-1) على أرضه عندما استضاف محاربي تايجوك قبل أن يجدد فوزه على سيريلانكا بهدفين ليصعد إلى الصدارة بفارق نقطة واحدة عن كوريا الجنوبية.
وعلى بعد ثلاث مباريات من خط النهاية، فإن نجوم كاراكوم يقفون على مرمى حجر من انتزاع التذكرة الوحيدة عن هذه المجموعة والعبور إلى الدور التالي، أو على الأقل بلوغه كواحد من أفضل الفرق الأربعة المحتلة للمركز الثاني.
وفي حديث خص به موقع FIFA.com، قال كابتن تركمانستان أرسلانميرات أمانوف: "نحن سعداء باحتلال الصدارة. لم يكن من السهل الوصول إلى القمة، لكننا نستحق ذلك. لقد عملنا بجد في طريقنا إلى الانتصارات".
وتابع: "بالطبع، ندرك أن لا مجال هنا للعجرفة. لا تزال هناك ثلاث مباريات متبقية ولا يمكننا أن نعتبر وكأن الأمر قد حُسم. يجب أن نبذل قصارى جهدنا لإرضاء جماهيرنا وجعل بلادنا فخورة".
منذ انضمامها إلى FIFA عام 1994، شاركت تركمانستان في التصفيات الآسيوية الست التي تلت ذلك التاريخ. ورغم إقصائها المبكر في كل مناسبة، إلا أنها أحرزت تقدماً تدريجياً على مر السنين، ولا سيما في المنافسات التأهيلية لنهائيات روسيا 2018، حيث انتزعت كتيبة كاراكوم تعادلاً مفاجئاً (1-1) أمام العملاق الإيراني بينما حققت انتصارات مذهلة ضد عمان والهند، على سبيل المثال.
ويُثمِّن قائد خط الوسط البالغ من العمر 30 ربيعاً كل هذه الأشواط الإيجابية التي قطعتها كرة القدم في تركمانستان، حيث قال اللاعب الأكثر تمثيلاً للمنتخب الوطني في تاريخ البلاد، بعد أن خاض 44 مباراة دولية بقميص كاراكوم على مدى 11 عاماً: "باستحضار مسيرتنا في السنوات الأخيرة، يمكنني القول إننا حققنا تقدماً ملموساً. ومن المنطقي القول إنه سيتم إحراز مزيد من التقدم بعد هذه التصفيات".
كما يعزو أمانوف للجمهور الفضل في الفوز الأخير على كوريا الشمالية، مُبرزاً أن "كل واحد منا استمتع بتلك المباراة، حيث تم تنفيذ خطة اللعب بشكل جيد على المستطيل الأخضر وأظهرنا عملاً جماعياً رائعاً بالإضافة إلى تقديم عروض فردية مذهلة. لكنني أعتقد أن مشجعينا كانوا هم السبب الرئيسي وراء فوزنا. لقد شعرنا إلى حد بعيد بشغفهم ودعمهم ومؤازرتهم".
وبعد الانقضاض على الصدارة، أصبح تركيز تركمانستان منصباً بالكامل على كوريا الجنوبية ولبنان، الخصمين المقبلين في التصفيات. وأوضح أمانوف في هذا الصدد: "لعبنا جيداً ضدهما في مرحلة الذهاب، وخاصة ضد لبنان. صحيح أن كفة الحظ لم تكن في صالحنا، ولكن بإمكاننا تدارك ذلك واغتنام الفرصة في التحديات المقبلة".
وحرصاً منهم على الوصول إلى الجولة القادمة من التصفيات في أفضل حال ممكن، فإن نجوم كتيبة كاراكوم لا يدِّخرون أي جهد في تحضيراتهم الجارية في ظل الحجر الصحي الذي تفرضه أزمة كوفيد-19، حيث قال أمانوف "إننا نعمل وفق برنامج فردي أعده مدرب اللياقة للحفاظ على رشاقتنا. كما أننا نخوض تدريبات تكتيكية من خلال جلسات عبر الفيديو".
ولا يخفي أمانوف الهدف المنشود الذي يراود الشعب التركماني قاطبة، حيث ختم بالقول "إن تحقيق هذه النقلة النوعية في تصفيات كأس العالم يعني الكثير بالنسبة لنا. أولاً، سنقترب من التأهل لكأس العالم. سنرتقي في التصنيف العالمي. ستُتاح لنا الفرصة للاحتكاك بأفضل الفرق في آسيا. وهذا من شأنه أن يمنحنا دفعة معنوية هائلة في المستقبل".