زار أرسين فينغر، مدير قسم FIFA المعني بتطوير كرة القدم حول العالم، دولة الهند حيث أشرف على إطلاق مخطط تطوير المواهب، وهو عبارة عن مبادرة رائدة سيشرع FIFA في تنفيذها بأكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، وذلك في خطوة مهمة ضمن جهوده الرامية إلى تطوير اللعبة والارتقاء بها في جميع أنحاء العالم.

شهدت الجولة التي استمرت أربعة أيام زيارة أكاديمية التدريب التي تم افتتاحها حديثاً في بوبانسوار بولاية أوديشا ضمن مبادرة وطنية شاملة يُراد منها تحديد وتطوير أفضل المواهب الصاعدة في البلاد. ويهدف مخطط تطوير المواهب، الذي تم إطلاقه عام 2022، إلى زيادة القدرة التنافسية في كرة القدم العالمية على صعيد المنتخبات الوطنية لفئتي الرجال والسيدات على حد سواء، حتى تتاح الفرصة لأكبر عدد ممكن من البلدان للتباري والتألق على الساحة الدولية.

تركّز هذه المبادرة على الاستثمار في الأكاديميات، حيث يعتزم FIFA ضمان توفر أكاديمية واحدة للأداء العالي أو مركز واحد للتميز على الأقل في 75 اتحاداً وطنياً عضواً بحلول عام 2026، وذلك من خلال برنامج FIFA للأكاديميات، علماً أن التدريب يُعد بدوره من المحاور الأساسية التي يشملها مخطط تطوير المواهب، حيث يُقدِّم FIFA الدعم للاتحادات الأعضاء من خلال توفير المعرفة والتوجيه من خبرائه المتخصصين في تدريب المواهب.

وفي هذا الصدد، عيَّن FIFA مدرب المواهب سيرجي أميزكوا للعمل بدوام كامل ضمن البرنامج المنطلق حديثاً في الهند، كما عيَّن خبير الأداء العالي غيد رودي لتقديم التوجيه والإرشاد والمساهمة بخبرته في عملية التخطيط لمسار المواهب وتنفيذ الخطوات والعمليات التشغيلية المتفق عليها في هذا الإطار، إذ يأتي مخطط تطوير المواهب استكمالاً لرؤية 2047 التي أطلقها اتحاد كرة القدم لعموم الهند بالشراكة مع الدوري الهندي الممتاز والأندية والأكاديميات والاتحادات الجهوية الرائدة في البلاد.

وقال فينغر بمناسبة هذه الزيارة: "هناك العديد من الأطفال في العالم الذين لا يحصلون على الفرصة لصقل مواهبهم، ويمكننا تغيير ذلك. نريد تطوير لاعبي النخبة في البلدان التي تزخر بإمكانات تتيح لها تحقيق مزيد من التطوير، ولا شك أن الهند واحدة من هذه الدول، نظراً لما تزخر به من إمكانات هائلة على مستوى المواهب، وسنعمل جنباً إلى جنب مع اتحاد كرة القدم لعموم الهند من أجل استغلال هذه الإمكانات".

ضمّ وفد FIFA اللاعبَين الدوليَين السابقَين والمتخصصَين في الأداء العالي، فيليب سينديروس وريان نيلسون، وكانت البعثة قد بدأت الجولة الهندية من نيودلهي، حيث التقى أرسين فينغر ومرافقوه بكبار المسؤولين في اتحاد كرة القدم لعموم الهند، كما شاركوا على مدى يومين في ورشة عمل مع عدد من الخبراء المحليين المتخصِّصين في كشف المواهب، قبل التوجه إلى الأكاديمية الجديدة التي تم تدشينها في أوديشا عبر مبادرة مشتركة بين FIFA واتحاد كرة القدم لعموم الهند بهدف إعداد منتخبات وطنية تنافسية في فئتي الناشئين والشباب، علماً أن الاتحاد الهندي للعبة يعتزم العمل على تعزيز هذه المبادرة التنموية بمراكز جهوية في مختلف أنحاء البلاد بمجرد أن تباشر أكاديمية أوديشا عملها بالكامل.

“وقال فينغر في هذا الصدد: "أودّ أن أرى نظاماً متطوراً بشكل جيد على مستوى فئات الناشئين والشباب في الهند، وأن يترتب عن ذلك إعداد لاعبين متميزين، وأن يساهم ذلك في تأهل الهند إلى كأس العالم FIFA". وتابع: "أعتقد أننا أمام فرصة سانحة لتغيير عالم كرة القدم. ولأن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، فإن دولة مثل الهند - التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة - يجب أن تكون جزءاً من هذا العالم، وهذا هو سبب تواجدنا هنا اليوم".

هذا وكانت مومباي المحطة الأخيرة في زيارة وفد FIFA، حيث التقى فينغر ومرافقوه بكبار المسؤولين الإداريين في عدد من الأندية والدوريات المحلية، إلى جانب ممثلين عن قطاع كرة القدم، إذ تم التأكيد خلال الاجتماعات على أهمية اتباع نهج تشاركي في جميع المجالات التي تنطوي عليها المنظومة الكروية.

وفي هذا الصدد، أعرب كاليان تشوبي، رئيس اتحاد كرة القدم لعموم الهند، عن امتنانه لأرسين فينغر بمناسبة هذه الزيارة، حيث أكد في معرض حديثه أن "توجيهاته وقيادته وخططه الفنية والاستراتيجية ستساعد الهند على الحلم". وأردف قائلاً: "دعونا أولاً نخطو خطوة صغيرة بالتأهل عن جدارة واستحقاق إلى كأس العالم تحت 17 سنة FIFA، وبعدها إلى كأس العالم FIFA. تطلعاتي عالية بشأن أكاديمية المواهب التي أُنشئت بمبادرة مشتركة بين اتحادنا وFIFA، والتي نتوقع أن ننجح من خلالها في تشكيل أفضل منتخب لنا في فئة تحت 17 سنة في غضون السنوات الثلاث المقبلة".