بيليه، أول أيقونة في كرة القدم (الجزء الأول)
يحتفل بيليه اليوم بعيد ميلاده الثمانين
يزخر البرازيلي بسجل لا مثيل له في تاريخ كرة القدم
يُعد من أبرز أساطير الساحرة المستديرة على مر العصور
هناك عدد قليل من الأسماء التي يعرفها العالم كله، ومن هذه الأسماء شخصيات تاريخية وبعض رموز السينما أو الموسيقى وثلة من نجوم الرياضة، الذين يُعد بيليه من أبرزهم وأشهرهم على الإطلاق. فبغض النظر عن سنك وبلدك ودرجة إلمامك بكرة القدم واهتمامك بها، فلا شك أنك سمعت يوماً ما عن ذلك اللاعب البرازيلي الشهير الذي كان يحمل القميص رقم 10.
وإذا كان اسم إيدسون أرانتيس دو ناسيمينتو مشهورًا إلى هذا الحد، فذلك راجع لسجله المذهل وإنجازاته المبهرة في المقام الأول، إذ يزخر رصيده الشخصي بأكثر من 1000 هدف في مسيرته، علماً أنه اللاعب الوحيد في التاريخ الذي فاز بكأس العالم FIFA ثلاث مرات. ذلك أن صور ومقاطع فيديو لأهدافه ومراوغاته ومهاراته منتشرة كالنار في الهشيم بمختلف أنحاء العالم، شأنها شأن لقطة "هدف القرن" الشهير الذي أضاعه ضد أوروجواي في 1970.
ولكن شهرة بيليه تعود أيضًا إلى الهالة التي صاحبت مسيرته داخل الملعب وخارجه. فإذا كان جيوسيبي مياتزا أو ألفريدو دي ستيفانو أو فيرينك بوشكاش أول مشاهير كرة القدم، كان بيليه أول نجم حقيقي في تاريخ اللعبة. فسواء ذهبتَ إلى ليما أو بينجالور أو لوساكا، ستجد أمامك لوحات رخامية عند مدخل الملعب الرئيسي وتحتها عبارة "هنا لعب بيليه". وفي عام 1961، وبقرار من الرئيس جانيو كوادروس، أصبح اللاعب الأسطوري "كنزًا وطنيًا" في البرازيل بموجب قانون رسمي.
وفي عام 1981، استدعاه المخرج الشهير جون هيوستن للمشاركة في فيلم "الهروب إلى الفوز" إلى جانب مايكل كين وسيلفستر ستالون. وفي عام 2000، اختارته صحيفة ليكيب الفرنسية "بطل القرن"، موضحة في بيانها أن "المرء يذهب لاستشارة بيليه مثلما كان الإغريق يحجون إلى كهنتهم، بحثاً عن حلول لشتى مشاكل الحياة الصغيرة، والتنبؤ بالمستقبل، حيث يطهر الأرض من كل ما يُصيبها من بؤس وعلل."
لا عجب إذن أنه كان يُعتبر في زمانه نجماً عالمياً مثل إلفيس بريسلي أو مارلين مونرو. ففي مجتمع كان لا يزال بعيداً كل البعد عن نظام النجومية الذي نعرفه اليوم، كان بيليه يجد في طريقه المعجبين والمعجبات أينما حل وارتحل. فعلى غرار نجوم فرقة البيتلز الموسيقية، كان المشجعون يركضون خلفه سعياً وراء توقيع تذكاري من سيِّد المستطيل الأخضر، الذي كان محاطًا دائمًا بالمصورين المتهافتين على تخليد جميع مراحل حياته. وسواء بالأبيض والأسود أو بالألوان، فإن هذه الصور تغوص بنا في كواليس حياة أحد أعظم أساطير كرة القدم على مر التاريخ.