ختام مميز في زيورخ هذا الأسبوع للنسخة الثانية من برنامج FIFA لتوجيه المدربات
اضطلع 19 من أنجح المدربين والمدربات بتوجيه 20 مدربة من أرجاء العالم على مدى 18 شهراً
ساراي بيرمان: "يحدوني أمل كبير بأن مستقبل كرة قدم السيدات سيكون مذهلاً"
شكَّلت ورشة عمل استمرّت ليومين في مقر FIFA بمدينة زيورخ السويسرية الختام الرسمي للنسخة الأحدث من برنامج FIFA لتوجيه المدربات، الذي يمثل أحد مشاريع برنامج FIFA لتطوير كرة قدم السيدات، ويهدف إلى تنمية مهارات جيل جديد من المدربات ودعمهن في مسيرتهن الكروية.
وفي مستهلّ الورشة، قالت ساراي بيرمان مديرة قسم كرة قدم السيدات بـ FIFA مخاطبة كافة المشارِكات: "كان من الرائع استضافتكن جميعاً في زيورخ. إنه مجتمعنا الصغير، ودارنا، إنه المكان الذي نعيش فيه وتزدهر كرة القدم في رحابه. وجودكن جميعاً معنا هو أمر مميزٌ حقاً.
“"المرة الأخيرة التي اجتمعنا فيها كانت في البرتغال، وكانت مجموعة منكن في المراحل الأخيرة من التحضير لكأس العالم للسيدات. أودّ أن استغلّ الفرصة للإشارة إلى ذلك لأنه لا يُظهر مدى قوة هذا البرنامج فحسب، بل التزامكن أيضاً. فحتى خلال تلك الفترة، تحلّيتن بالاستعداد للتعليم، والتشارك [بالتجارب] واكتساب المعارف من بعضكنّ البعض. قمتنّ بذلك من أجل المنفعة العامة في أثناء تحضيركن لأكبر حدث نسائي عالمي في العالم".
على مدى 18 شهراً، اضطلع 19 من أنجح المدربين والمدربات في عالم كرة قدم السيدات بمهمة توجيه 20 مدربة من كافة أرجاء العالم، ولم يقتصر هذا الإشراف على تبادل الخبرات المتعلقة بكرة القدم داخل الملعب، بل شملت الورشة المهارات المتعلقة بعالم المستديرة الساحرة خارج أرضية اللعب. وقد تحوَّلت مجموعة المشارِكات إلى شبكة تدريب عالمية تستقي المهارات من بعضها البعض في مجالات مختلفة، كالتحضير التكتيكي لخوض المباراة الدولية على سبيل المثال.
وكنموذج على نجاح البرنامج من العلاقة بين المدربين والمدرِّبات من جهة والمتدربات من جهة أخرى، تعاونت كاتارزينا ماريا بارليفيتز، مدربة منتخب بولندا للسيدات تحت 19 سنة، مع بيف بريستمان، التي فازت بذهبية كرة القدم الأولمبية للسيدات مع منتخب كندا.
فبعد أن تعرّفتا على بعضهما في مطلع البرنامج عبر الإنترنت، أخذت عملية تبادل المعارف بُعداً جديداً عندما تم توجيه الدعوة إلى اللاعبة كاتارزينا للتواجد في معسكر المنتخب الكندي في أستراليا تحضيراً لخوض كأس العالم للسيدات FIFA 2023™. وعن ذلك، قالت بارليفيتز: "عندما سألتني بيف وأشارت إلى أستراليا، شعرتُ أن عليّ التأكد من معنى الدعوة في القاموس للتأكد من معنى ما تقوله!"
ورغم أن بريستمان لا تزال في السابعة والثلاثين من عمرها، إلا أنه يوجد في رصيد هذه المدربة الإنجليزية للمنتخب الكندي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في تدريب منتخبات الصف الأول. مستفيدة من مسيرتها الكروية، تمكّنت بريستمان من تحديد بعض الجوانب التي بوسعها أن تساعد المدرِّبة المتدرِّبة عبرها.
"وقالت بريستمان عن ذلك: "بوسعي أن ألمس ما تمرّ به كاتارزينا، إذ إني على قناعة أن كل مدربة مرّت بنفس التجربة. تتمتّع كاتارزينا بذخيرة رائعة من المعارف. وأشعر أنني محظوظة للغاية بالعمل مع مدربة تتحلّى بهذا المستوى من الشغف. فهي تمتلك كافة الخصال (المطلوبة). ولربما كانت الثقة بالنفس هي التحدي الأكبر بالنسبة لها. ولذلك تمثّلت مهمتي بدفعها لإدراك جودة مهاراتها كمدرِّبة. كانت تلك بمثابة رحلة رائعة لكلتينا، ولم تبلغ نهايتها بعد".
يُمثل الزمن عاملاً يُقرِّب الأشخاص من بعضهم البعض ويخلق رابطاً قوياً بينهم. ومن الأمثلة الأخرى على الشراكات التي خلقها البرنامج هو التعاون الذي خلقه بين نيلز نيلسن والمتدرِّبة ليديا ستويكانوفيتش التي تضطلع بتدريب منتخب صربيا للسيدات تحت 19 سنة.
وعن ذلك قال نيلسن، المولود في غرينلاند والذي سبق له تدريب فرق سيدات في الدنمارك وسويسرا، بينما يضطلع حالياً بمنصب مدير كرة قدم السيدات في نادي مانشستر سيتي: "عندما يلتقي المرء بأشخاص تتشارك معهم بنفس الشغف، فإنهم سيكونون دائماً حاضرين في ذاكرته. أوشكت الأشهر الـ18 على نهايتها، لكن علاقتنا مستمرة. فقد أصبحنا نعرف بعضنا البعض، وسنساند وندعم بعضناً بعضاً. هذا هو جوهر مثل هذه البرامج، إنه توفير إطار [للتعاون]، وأنا ممتنٌّ جداً لذلك. ليديا إنسانة عظيمة، وأنا سعيدٌ جداً لمشاركتي في هذا البرنامج، وتقاسم خبرتي أشخاص يتمتّعون بمَلَكَة الإصغاء".
"أما ستويكانوفيتش، فيتردد في كلامها صدى ما قاله المشرِف، مؤكدة على اكتسابها الكثير من المعارف عبر هذا البرنامج، ومعربة عن تقديرها للفرصة العظيمة التي أتيحت لها بهذه المشارَكة.
وقالت عن ذلك: "لا ينحصر الأمر بتبادل (الخبرات)، بل أيضاً بالإصغاء لكل أولئك المدربين والمدربات المخضرمين، والأشخاص الرائعين الذين تواجدوا حولي، وبخاصة المشرِف علي. وأنا محظوظة جداً به."
"زارني نيلز مرتين، والنصائح والآراء التي قدّمها لي هي ذات أهمية كبيرة بالنسبة لي، وهو ما سيساعدني على تحقيق تحسّن أكبر في المستقبل. وكما قال نيلز، هذه ليست النهاية، بل مجرّد البداية، لأنه لم يعد مجرّد مشرف عليّ فحسب، بل صديقي كذلك".
وفي ختام الورشة، زار المشاركون متحف FIFA الذي شهد افتتاح جناح بطولة كأس العالم للسيدات FIFA 2023™ الذي يضم أكثر من 400 من المقتنيات التي تقدِّم إضاءة شاملة عن هذه النسخة الاستثنائية من البطولة. وكان بانتظار اثنتين من المتدربات مفاجأة مميزة لكل منهما، فقد اجتمعت إيفن بيليرود مجدداً مع الكأس الأصلية لبطولة كأس العالم للسيدات الذي رفعته مع المنتخب النرويجي عام 1995، أما تينا ثيوني، فقد وضعت يديها مجدداً على كأس نسخة 2003، بالإضافة إلى تكريمها بجائزة سفيرة عام 2023 لكرة القدم الألمانية. وقد شكّلت لحظات مميزة وختاماً رائعاً لبرنامج فريد من نوعه.
وخاطبت ثيوني المشارِكات والمشرفين والمشرفات على البرنامج قائلة: "يُشرّفني أن أتشارك بهذه اللحظة معكم، وأنا مسرورة للغاية على تقاسم فرحتي هذه معكم. وأشعر في الوقت نفسه بفخر كبير لكوني أمثِّل بلادي. أظهر في صور طفولتي إما أحمل الكرة بيدي أو هي تحت قدمي، لكني لم أتخيل يوماً المسار الذي أخذته حياتي."
"حلمتُ بتنفيذ تسديدات مقصِّية ورأسيات وركلات مختلفة. وها أنا اليوم معكم كمشرِفة لدى FIFA، وهو ما يمنحني شعوراً رائعاً وإحساساً بأني أحظى بالاحترام. أنتنّ جميعاً بالنسبة لي أعظم سفيرات في العالم".
برنامج FIFA لتدريب المدربات - ورشة عمل في مقر FIFA في زيوريخ
آمل أن يستمر البرنامج في طرق أبواب العديد من المدربات. ليس لدي سوى كلمات الشكر لجميع المشاركين.