وقعت ألمانيا على فوز مبهر ضمنت من خلاله العبور إلى دور الثمانية ضمن نهائيات كأس العالم 2010 FIFA. فأمام 40.510 متفرج امتلأت بهم مدرجات ملعب فري ستيت، بمدينة مانجاونج/بلومفونتين، تفوقت كتيبة المدرب الألماني يواكيم لوف على إنجلترا بنتيجة 4-1، ليتكبد منتخب الأسود الثلاثة أكبر هزيمة له في تاريخ أم البطولات.

📝 الملخص

ألمانيا 4-1 إنجلترا 27 يونيو/حزيران 2010 ملعب فري ستيت، مانجاونج/بلومفونتين

.ألمانيا: ميروسلاف كلوزه (19‘)، لوكاس بودولسكي (31‘)، توماس مولر (66‘ و69‘)

. إنجلترا: ماتيو أبسون (36‘)

التشكيلتان الأساسيتان

.ألمانيا: مانويل نوير، فيليب لام ©، أرنه فريدريش، بير ميرتساكر، جيروم بواتينج، باستيان شفاينشتايجر، سامي خضيرة، توماس مولر (72‘ بيوتر تروشوفسكي)، مسعود أوزيل (83. شتيفان كيسلنيج)، لوكاس بودولسكي، ميروسلاف كلوزه (72‘ ماريو جوميز)

· إنجلترا: دفيد جيمس، جلين جونسون (87‘ شاون رايت فيليبس)، جون تيري، ماتيو أبسون، أشلي كول، فرانك لامباراد، جاريث باري، جيمس ميلنر (64‘ جو كول)، ستيفن جيرارد ©، جيرمين ديفو (71‘ إميل هيسكي)، واين روني

كلما تواجه هذان البلدان الكرويان يكون عشاق الساحرة المستديرة حتما على موعد مع فرجة كروية رفيعة وتشويق يحبس الأنفاس. ولم يكن لقاؤهما في جنوب أفريقيا استثناءً لهذه القاعدة، رغم أنهما قدما عروضا متباينة في دور المجموعات. فالكتيبة الإنجليزية وصلت إلى هذه المواجهة بحصيلة فوز واحد وتعادلين وهدفين، ومع ذلك كانت تؤمن بقوة بحظوظها في الذهاب بعيدا في النهائيات والانقضاض على الكأس الغالية. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، كان على الإنجليز الرفع من أدائهم، خاصة على مستوى سلاسة اللعب واستغلال فرص التسجيل.

وبدوره، عاش الفريق الألماني تقلبات حادة في الدور الأول، إذ بعد فوزه برباعية نظيفة في مباراة الأولى، قدم المانشافت أداءً مخيباً أمام صربيا (1-0)، ثم حقق انتصارا صعبا على غانا بنتيجة (0-1) ليخطف في النهاية بطاقة التأهل إلى مرحلة خروج المغلوب. ومع ذلك، أثبت أصغر منتخب ألماني شارك في نهائيات كأس العالم FIFA منذ 76 سنة أنه قادر على مواصلة نجاحات أسلافه.

ساد الحذر والاحترام المتبادل في الدقائق الأولى من هذا اللقاء الذي يعتبر بحق من أكبر المباريات الكلاسيكية في تاريخ كرة القدم العالمية. ففي الدقيقة 19، سدد نوير ضربة مرمى مباشرة نحو القناص ميروسلاف كلوزه، الذي انطلق بسرعة منفرداً بالحارس الإنجليزي جيمس، فلم يجد أية صعوبة في تسجيل هدف التقدم. وبعد 30 دقيقة من عمر المباراة، أهدر المتألق كلوزه فرصة سانحة بعد تمريرة رائعة من توماس مولر، لكن لم تمر سوى دقيقة واحدة فقط حتى نجح لوكاس بودولسكي في هز الشباك.

لم يتأخر رد فعل الإنجليز كثيراً حيث لم يكن أمامهم من خيار سوى الاندفاع إلى الهجوم. ففي الدقيقة 36، وعلى إثر تمريرة عرضية من ستيفن جيرارد، ارتقى المدافع الأوسط ماتيو أبسون أعلى من كل اللاعبين الألمان ووجه رأسية قوية داخل المرمى الألماني. وفجأة استعاد الفريق الإنجليزي الأمل في تحقيق النصر على غريمه التقليدي.

ضغطت إنجلترا بكل قوتها، واقتربت كثيراً من تسجيل هدف التعادل، بيد أن اللاعبين الألمان لم ينهاروا وحافظوا على تركيزهم. وفي اللحظات التالية، سطع نجم مولر الذي كان وقتها لا يتجاوز عمره العشرين ربيعاً، حيث استهل في الدقيقة 66 هجمة مرتدة بتمريره الكرة إلى زميله شفاينشتايجر، ثم انطلق بسرعة فائقة إلى الأمام قبل أن يتسلم الكرة عند حدود منطقة الجزاء ويهزم حارس المرمى الإنجليزي. ولم تمض سوى 180 ثانية حتى تمكن صاحب القميص رقم 13 من حسم فوز فريقه بتسجيله الهدف الرابع.

🌟 النجم

بعد 36 عاماً على آخر تألق لجيرد مولر في العرس العالمي، والذي كان خلال نهائيات كأس العالم 1974 FIFA، ظهر على أرض رأس الرجاء الصالح مولر آخر أعاد إلى الأذهان أمجاد جيرد وإنجازاته. توماس، الذي كان حينها نجماً صاعداً في العشرين من عمره، لم يتوج بجائرة Hyundai لأفضل لاعب واعد فحسب، بل أحرز كذلك "حذاء adidas الذهبي" كأفضل هداف، على غرار جيرد مولر في نهائيات 1970 وميروسلاف كلوزه في نسخة 2006.

وقد أشاد مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف بلاعبه الشاب عقب مواجهة إنجلترا بالقول: "لديه مواصفات رائعة. لا يتوتر أبداً، ورغم صغر سنه فإنه يتحكم في أعصابه بشكل مذهل. يتمتع بقدرات تمكنه من استغلال فرص التسجيل ببرودة أعصاب. والهدوء الذي يسجل به الأهداف يؤكد أنه لاعب استثنائي".

"الفريق الألماني رائع وهم يستحقون الفوز. سوف نرحل ونفكر في الأخطاء وفي أسباب إقصائنا. لقد وقعنا اليوم في خطأ كبير كفريق وخسرنا أمام فريق جيد. كانوا أكثر دقة أمام المرمى وكانت أخطاؤهم أقل من أخطائنا، وقد نلنا اليوم عقابنا على ذلك".

ستيفن جيرارد، كابتن منتخب إنجلترا

"كانت الروح الجماعية العامل الأكبر في انتصارنا. لم يدخر أي لاعب جهداً في مساعدة البقية، كما أننا لعبنا بانسجام. وكان ذلك حاسماً!".

ميروسلاف كلوزه صاحب الهدف الأول، ألمانيا

"نحن راضون كل الرضا. كان أداء رائعاً أمام فريق إنجليزي يتمتع بخبرة كبيرة، وأنا متأكد من أن الجماهير استمتعت بمشاهدة المباراة. لعبنا بثقة كبيرة، وأفادنا أول هدفين كثيراً من الناحية المعنوية. قلت لفريقي في الاستراحة أنه علينا أن نحاول تسجيل الهدف الثالث. كنا نعرف أن الإنجليز سيضطرون للعب بشكل مفتوح وستتاح لنا فرص للتسجيل. وقد تمكنا خلال الشوط الثاني من انتهاز الفرص ببرودة أعصاب".

يواكيم لوف، مدرب ألمانيا

"لعبنا جيداً ولكن الفريق الألماني واحد من أكبر الفرق هنا. وقد وقعنا في بعض الأخطاء عندما اعتمدوا هم على الهجمات المرتدة. ودائماً تكون الأشياء الصغيرة هي التي تحدد النتائج. أعتقد أن أداءنا كان مخيباً للآمال إلى حد ما، بعد أن دخل مرمانا الهدف الثالث. وقد أخطأنا عندما سمحنا لهم بشن هجمة مرتدة بعد تنفيذنا ركلة حرة".

فابيو كابيلو، مدرب منتخب إنجلترا

في دور الثمانية أيضاً، أبان الفريق الألماني عن أداء رائع أمام الأرجنتين (0-4) التي كان يشرف على تدريبها دييجو مارادونا، قبل أن يقصى من نصف النهائيعلى يد أسبانيا (1-0). وقد تمكن الألمان في نهاية المطاف من احتلال المركز الثالث بعد الانتصار على أوروجواي 2-3 في مباراة الترتيب. وفي البرازيل 2014، بعد أربع سنوات، نجح أخيرا زملاء باستيان شفاينشتايجر وفيليب لام في الظفر باللقب العالمي عن جدارة واستحقاق، في حين أقصي منتخب الأسود الثلاثة من دور المجموعات لأول مرة في تاريخ كأس العالم FIFA.