مع سلسلة #WorldCupAtHome، نستحضر معكم مباريات خالدة من تاريخ كأس العالم
موعدكم كل أسبوع مع إعادة العرض الكامل لمواجهات مختارة من كأس العالم للرجال والسيدات
في هذه الحلقة، نستعيد ذكريات موقعة ربع نهائي ألمانيا 2006 بين البرازيل وفرنسا، والتي تم بثّها يوم الجمعة على YouTube
عندما وطأت أقدام نجوم البرازيل وفرنسا ملعب كوميرزبانك أرينا في فرانكفورت، كانت ثلاثة منتخبات - ألمانيا وإيطاليا والبرتغال - قد ضمنت تأهلها لنصف نهائي كأس العالم 2006 FIFA. فبعد مضي ثماني سنوات على المواجهة التاريخية التي دارت رحاها بين الزُرق والسيليساو في نهائي 1998، تجدّد اللقاء بين العملاقين اللذين تناوبا على اللقب العالمي في آخر نسختين. وبفضل أداء مذهل من زين الدين زيدان وهدف حاسم حمل توقيع تييري هنري، كان الفوز من نصيب الفرنسيين في موقعة اعتبرت نهائياً قبل الأوان.

📝 الملخص
[[flag-bra-s]] البرازيل 0-1 فرنسا [[flag-fra-s]]
1 يوليو/تموز 2006 | ملعب كوميرزبانك أرينا فرانكفورت
⚽ الهدافون:
تييري هنري (فرنسا 57')
التشكيلتان الأساسيتان:
📄 البرازيل: ديدا، كافو © (سيسينيو 76')، لوسيو، خوان، روبيرتو كارلوس، جيلبيرتو سيلفا، زي روبيرتو، كاكا (روبينيو 79')، جونينيو (أدريانو 63')، رونالدينيو، رونالدو
📄 فرنسا: فابيان بارتيز، ويلي سانيول، ليليان تورام، ويليام جالاس، إيريك أبيدال، باتريك فييريا، كلود ماكيليلي، فرانك ريبيري (سيدني جوفو 77')، زين الدين زيدان ©، فلوران مالودا (سيلفان ويلتير 81')، هنري (لويس ساها 86')
👇 السياق
كانت تلك رابع مواجهة بين الفريقين في كأس العالم FIFA. صحيح أن البرازيل فازت خمس مرات باللقب، مقابل تتويج واحد لفرنسا، بيد أن الديوك كانت لهم الغلبة في تاريخ المواجهات المباشرة مع السيليساو. فبينما تفوّق البرازيليون في نصف نهائي السويد 1958، كان النصر حليف الديوك في ربع نهائي 1986 ثم في موقعة حسم لقب 1998.
ومع ذلك، وصل البرازيليون هذه المباراة في ثوب المرشح، حيث دخلوا هذه النسخة من البطولة للدفاع عن اللقب الذي حققوه في 2002، علماً أنهم فازوا بسهولة في المباريات الأربع التي خاضوها على الملاعب الألمانية. فقد سجّل نجوم السيليساو 10 أهداف، بينما لم تهتز شباكهم سوى مرة واحدة فقط، وكانت ضد اليابان في دور المجموعات.
في المقابل، كانت بداية المنتخب الفرنسي محفوفة بالصعاب في هذه النهائيات، حيث احتلوا المركز الثاني في مجموعتهم خلف سويسرا. لكن فوزهم على إسبانيا 3-1 في ثمن النهائي منحهم دفعة معنوية كبيرة.

⚔️ المباراة
المعركة الذهنية: "كان الأمر أشبه ما يكون بأجواء يورو ديزني في النفق المؤدي إلى الملعب. كان الجميع يضحك. كان الجميع سعداء". هكذا وصف فابيان بارتيز الظروف التي سبقت المواجهة، حيث تجدّد اللقاء بين زيدان وزميليه في ريال مدريد روبرتو كارلوس ورونالدو، شأنه في ذلك شأن تييري هنري مع البرازيلي جيلبرتو سيلفا، الذي أمضى بدوره فترة طويلة مع فييرا في آرسنال، بينما فاز مالودا وأبيدال وجونينيو معاً بلقب الدوري الفرنسي عدة مرات تحت ألوان ليون، ناهيك عن العناق الحار بين ويلي سانيول ورفيقيه في بايرن ميونيخ لوسيو وزي روبرتو. ولكن يبدو أن تلك الأجواء المرحة لم يكن لها نفس التأثير على الفريقين، حيث وصف كلود ماكيليلي الإحساس العام بالقول: "أعتقد أن تفوّقنا عليهم بدأ من النفق المؤدي إلى الملعب، حيث كنا مرتاحين، ونضحك ونمرح ونتمازح. أظن أن تركيزهم تشتت عندما رأونا في ذلك الوضع". وبالفعل، منذ الثواني الأولى، مارس الديوك ضغطًا كبيراً على البرازيليين، باسطين سيطرتهم طيلة الدقائق التسعين.
انتصار تكتيكي للمدرب دومينيك: بعدما انهالت الإنتقدات على ريمون دومينيك بسبب البداية المتذبذبة، قدّم المدرب الفرنسي درساً تكتيكياً مذهلاً خلال هذه المباراة، حيث فضل اللعب بخطة 4-2-3-1 لكبح جماح الهجوم البرازيلي. فقد طلب من لاعبيه بذل جهد دفاعي مستمر، وبعد 10 دقائق كان ماكيليلي وفييرا ومعهم مالودا وريبري وزيدان قد نجحوا في إحباط جميع محاولات السيليساو الهجومية، مستفيدين من تضحيات لاعبي الجناح، اللذين لم يتوقفا عن مد يد المساعدة للمدافعين.
رباط حذاء روبرتو كارلوس: في الدقيقة 56، ارتكب كافو مخالفة في حق مالودا على الجانب الأيسر، فاحتسب الحكم ركلة حرة للفرنسيين. اقترب زيدان من الكرة، فلمح روبرتو كارلوس وهو ينحني في الجزء البعيد من منطقة الجزاء، محاولاً إعادة حزم رباط حذائه، مما ترك تييري هنري حراً طليقاً دون مراقبة. لم يتردّد كابتن الديوك في إرسال تمريرة نحو الزاوية البعيدة حيث كان زميله المهاجم بمفرده، فما كان من هذا الأخير إلا أن سدد الكرة على الطائر مسجلاً هدف المباراة الوحيد.

🌟 النجم
عندما دخل زين الدين زيدان غمار نهائيات ألمانيا 2006، كان قد أعلن أن كأس العالم ستكون آخر بطولة في مسيرته. فبمجرد انتهاء مرحلة المجموعات، أصبحت كل مباراة بمثابة حفل تكريم له، حيث كانت كل لحظة تبدو وكأنها الأخيرة في مشواره الكروي الحافل. وعلى بُعد أقل من أسبوعين من اعتزاله رسمياً، قدّم زيزو أمام البرازيل ما يعتبره الكثيرون أفضل مباراة له على الإطلاق، حيث جاب الملعب طولاً وعرضاً، متلاعباً بالمنافسين البرازيليين، من خلال مراوغاته المذهلة وتمريراته الثاقبة وقراءته الذكية لأحداث اللقاء، والتي تجلت في تنفيذه للركلة الحرة التي سجل منها هنري هدف فوز الديوك، حيث قال بيليه بعد تلك الموقعة "إن زيدان كان هو الساحر الذي حسم المباراة."
🎙️التصريحات
"أعتقد أنه قام بحركات فنية أثارت إعجاب الكثير من الناس. إنه خارق للعادة. قبل أن أصبح لاعباً محترفًا، كانت رؤيته تجعلني أحلم. واليوم، ما زال زيدان يجعلني أشعر وكأنني في حلم،" مدافع منتخب فرنسا إيريك أبيدال.
"هذه هي أول تمريرة حاسمة من زيدان إلى تييري هنري. نعم، هذا صحيح! لم يعد بالإمكان بعد الآن القول إن زيدان لا يمرّر لهنري. كان ذلك يجعلني أشعر بالإحباط، لا سيّما وأننا لعبنا مباريات كثيرة معاً. لكن التمريرة جاءت أخيراً، وكانت في مباراة فرنسا-البرازيل. يا له من إحساس رائع،" كابتن ولاعب وسط منتخب فرنسا زين الدين زيدان.
"لقد خسرنا لأننا فشلنا في فرض أسلوب لعبنا. من الصعب تفسير السبب. لو أدركنا السبب لتمكّنا من إعادة الأمور إلى نصابها خلال المباراة،" لاعب وسط منتخب البرازيل كاكا.

🔜 بقية المشوار
بعد فوزهم بهدف وحيد على البرتغال في نصف النهائي، واجه الديوك منتخباً إيطالياً عنيداً في المباراة النهائية، التي كانت بمثابة فرصة للفوز بكأس العالم الثانية في تاريخ فرنسا، بعد ثماني سنوات من التتويج الأول على أرضهم وبين جماهيرهم. كانت البداية جيدة، عندما تمكّن زيدان من ترجمة ركلة جزاء في الدقيقة السابعة. لكن الأزوري عادوا في النتيجة بسرعة عن طريق ماركو ماتيراتزي في الدقيقة 19. وفي الوقت الإضافي، طُرد زيزو بعد نطح صاحب هدف التعادل الإيطالي، ليغادر القائد الفرنسي من الباب الضيق بعدما خلب الألباب طيلة مراحل البطولة. وبينما شكل ذلك النقص العددي ضربة معنوية للديوك، واصل أبناء مارتشيلو ليبي صمودهم حتى ركلات الترجيح، التي منحت إيطاليا اللقب الرابع في تاريخها.