الخميس 15 أبريل 2021, 19:00

دجوركاييف يستحضر ذكريات فرنسا 1998

في العدد الخامس من مجلة Living Football، نستقبل الدولي الفرنسي السابق يوري دجوركاييف (82 مباراة مع المنتخب الأزرق، 28 هدفاً)، الذي أصبح المدير العام لمؤسسة FIFA، حيث يكرّس الآن كل طاقاته "لاستخدام قوة كرة القدم لحل بعض المشاكل المجتمعية." ويستحضر دجوركاييف في هذا التقرير أعظم لحظة في مسيرته الرياضية: التتويج مع منتخب بلاده بكأس العالم فرنسا 1998 FIFA.

تم بناء هذا النجاح بصبر إيميه جاكيه وإصراره، وهو الذي كان قد أوصل الزرق إلى نصف نهائي 1996 قبل إتمام بنيان ذلك الفريق المتألق. وقال يوري عن تلك الفترة: "بين عامي 1996 و1998، لم نلعب بشكل جيد ولكننا فزنا في جميع مبارياتنا. الصحافة انتقدت منتخب فرنسا كثيراً والجماهير لم تكن معجبة بطريقة لعبنا التي كانت دفاعية للغاية."

حققت فرنسا بداية مثالية في كأس العالم 1998 على أرضها وأمام جمهورها، حيث فازت 3-0 على جنوب أفريقيا في المباراة الأولى. ويستحضر دجوركاييف تلك الانطلاقة القوية بالقول: "شعرنا وكأن موجة جارفة تحملنا، كان جمهور مارسيليا مذهلاً. بمجرد دخولنا أرض الميدان أحسسنا بحب المشجعين ومساندتهم لنا. كانت المدرجات مكسوة بالأزرق والأبيض والأحمر. حينها تحرّرنا من الضغط. كان هدف كريستوف دوجاري الأول بمثابة نقطة الانطلاقة الحقيقية في تلك البطولة، حيث جعلنا نشعر في داخلنا بأننا نلعب على أرضنا وبين ذوينا. آنذاك أدركنا أنه سيكون من الصعب جداً الفوز علينا."

كما تذكّر دجوركاييف الدور الذي لعبه والده، وهو مهاجر أرمني ولاعب دولي سابق في منتخب فرنسا. فعند تسديد ركلة الجزاء ضد الحارس الدنماركي بيتر شمايكل، تبادر إلى ذهن يوري شيء ملهم: "في ذلك اليوم رأيت تقريراً يُظهر لقطات لوالدي، الذي كان يحمل شارة القيادة لمنتخب فرنسا. ومن بين تلك اللقطات أحد الأهداف القليلة التي سجلها بالقميص الأزرق. كان من ركلة جزاء وقد سددها في ذلك الجانب. حين وقفت لتنفيذ ركلة الجزاء، انتابني إحساس بأن ما شاهدته ذلك اليوم كان بمثابة إشارة لي فقررت أن أسدد في نفس الجانب. لمس بيتر الكرة لكنها دخلت الشباك!"

مزيج من الأجيال

انضم إلى دجوركاييف بطل عالمي آخر ليشاركنا ذكرياته عن تلك النهائيات. إنه باتريك فييرا، الذي كان يبلغ من العمر 22 عاماً فقط في ذلك الوقت. وقال المدفعجي السابق في مداخلة عبر الفيديو: "كان يوري بمثابة الأخ الأكبر، كان قدوة يُحتذى به. أنا وتييري (هنري) ودفيد (تريزيجيه) وروبير (بيريس)، كنا نمثل جيل الشباب في فريق فرنسا. نحن مدينون بذلك النجاح إلى جيل يوري، لأنهم عرفوا كيفية إدارة مسيراتهم وكانوا مثالاً إيجابياً لنا".

من جانبه أشاد دجوركاييف بالدور الذي لعبه الشباب خلال تلك البطولة، مثنياً على أهمية التماسك بين مختلف الأجيال في نفس الفريق: "لم تكن هناك مجموعتان، الشباب في جانب والمخضرمون في جانب آخر، أو من يلعب في جانب ومن لا يلعب في جانب آخر. كانت قوة المنتخب الفرنسي تكمن في تكيف هؤلاء اللاعبين الشباب مع أجواء مجموعة متماسكة بالفعل، ولكن أيضاً في تفاهم المخضرمين مع الشباب وتهييئهم ليكونوا في أفضل الظروف الممكنة".

يسلّط هذا العدد من مجلة Living Football الضوء أيضاً على كأس العالم للسيدات 2023 FIFA، حيث نستضيف الدولية النيوزيلندية السابقة كيرستي يالوب. كما نغوص بالصوت والصورة في واقع الجزر العذراء حيث عادت عجلة كرة القدم إلى الدوران بفضل خطة FIFA المخصصة للمساعدة على تجاوز أزمة COVID-19 وتداعياتها.