تحتل لوكسمبورج المرتبة 98 في تصنيف FIFA
لم يغادر الأسود الحُمر قائمة أفضل 100 منتخب في الهرم الكروي الدولي منذ ثلاث سنوات
يقترب المهاجم المخضرم دانييل دا موتا من بلوغ سقف 100 مباراة دولية مع منتخب لوكسمبورج
بينما يواجه العالم بأسره جائحة كوفيد-19، ظل تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي جامداً لأكثر من شهرين، علماً أن بلجيكا ظلت متمسكة بالصدارة على مدى عامين تقريبًا. وإذا كان هذا الإنجاز ينطوي على دلالات بالغة الأهمية بالنسبة لهذه الدولة "الصغيرة" التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، فما بالك بأداء جارتها، لوكسمبورج، التي يقل عدد سكانها عن بلجيكا 18 مرة (600 ألف نسمة)، إذ لم تغادر "الدوقية الكبرى" قائمة أفضل 100 بلد في الهرم الكروي الدولي منذ ثلاث سنوات.
وفي هذا الصدد، قال دانييل دا موتا، مهاجم الأسود الحُمر لموقع FIFA.com: "لا أرى هذا على أنه إنجاز. فعلى العكس من ذلك، أعتقد أنه بإمكاننا أن نكون في مرتبة أعلى. يجب أن نكون قادرين على التنافس مع فرق معينة من القارة الأفريقية أو الآسيوية، وخاصة تلك التي توجد حاليًا في مرتبة أفضل منا. سيكون من المثير للإهتمام قياس مستوانا ضد مثل هذه المنتخبات."
من الواضح أن درجة الثقة تفوق مستوى الحذر لدى لاعبي لوكسمبورج. وهذا ربما يجد له ما يبرره في نتائج الفريق خلال السنوات الأخيرة. كيف لا وقد تعادل مع فرنسا (0-0) في 2017، وكرّرها ضد السنغال (0-0) في 2018، بينما خسر بشق الأنفس أمام صربيا (3-2) ورفاق كريستيانو رونالدو (2-0) في 2019، مما جعل الأسود الحُمر يدركون أن بإمكانهم مقارعة أفضل الفرق في العالم نداً للند.
وأوضح دا موتا في هذا الشأن: "على الورق، هناك دائما منتخبات مشهورة بأنها ’صغيرة‘. لكن على أرض الواقع، أصبحت الفجوة مع الكبار تتقلص بشكل ملحوظ. لقد صار المستوى أكثر تجانساً. يمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال كون معظم المنتخبات في العالم تزخر اليوم بلاعبين محترفين في صفوفها، بما في ذلك منتخب لوكسمبورج. فمن أصل الـ23 الذين يتم استدعاؤهم، هناك 17 أو 18 يلعبون على أعلى المستويات في ألمانيا أو بلجيكا أو روسيا، أو محترفون في دوريات كبيرة. وهذا يساعد كثيراً."

لكن يبدو أن لوكسمبورج حققت تقدماً استثنائياً أكثر من غيرها. ففي عام 2006، كان منتخبها يحتل المركز 186 في تصنيف FIFA، لكنه لم يتوقف عن الصعود منذ ذلك الحين، حيث كان دانييل دا موتا عنصراً مميزًا في هذا المشوار المبهر. وقال المهاجم المتألق: "بما أني ألعب في المنتخب منذ 2007، كان باستطاعتي الوقوف على مدى تغيُّر عقلية فريقنا، تحت إمرة المدرب لوك هولتز، الذي تولى المنصب عام 2010. فقبل مجيئه، كان الهدف هو عدم الخسارة. لكنه نجح في بلورة فكرة اللعب لتحقيق نتيجة إيجابية."
وتابع: "له يد كبيرة في تقدم فريقنا. إنه مدرب يعيش كرة القدم ويعرف كيف يتكيف مع التطور الفني والتكتيكي لكرة القدم ويعرف كيف يتحمل المسؤولية أمام لاعبيه. فعلى مدى خمس سنوات، تمكّنا من المزج بين النتيجة والأسلوب. في مباريات معينة، نتمكّن من الإستحواذ على الكرة وخلق فرص أكثر من خصمنا. لقد أصبحنا خصمًا جديراً بالإحترام."
سجل تاريخي في الأفق
إذا كان الأسود مدينين كثيرًا للمدرب هولتز، فإن الفضل يعود أيضًا إلى دانييل دا موتا، الذي يحمل القميص الوطني منذ 13 عاماً، حيث شارك في جميع التصفيات التأهيلية لكأس الأمم الأوروبية وكأس العالم FIFA على حد سواء. ويرى المخضرم البالغ من العمر 34 ربيعاً أن "الحصول على تذكرة المشاركة في بطولة كبيرة هو حلم كل لاعب. وبالنظر إلى تطور كرة القدم في لوكسمبورج، لم أعد أرى ذلك بعيدًا."
وبالإضافة إلى تحقيق إنجاز تاريخي مع منتخب بلاده، المقبل على مواجهة الجبل الأسود وأذربيجان في مسابقة دوري الأمم الأوروبية، المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول 2020، فإن دا موتا تحدوه طموحات شخصية أيضاً، وهو الذي يقترب من بلوغ سقف 100 مباراة دولية، واضعاً نصب عينيه تحطيم الرقم القياسي الذي يحمله مواطنه ماريو موتش برصيد 102 مباراة بقميص الأسود الحمر.
وعلّق المهاجم المتألق بالقول: "نعم، هذا هدف أفكر فيه، لكنه لا يتوقف عليَّ لوحدي! مازالت لي القوة والرغبة. إذا رأى المدرب أنه لا يزال بإمكاني أن أفيد الفريق، فسألبي النداء على الفور."
ثم ختم قائلاً: "إنني أسعى وراء تحقيق حلمي: لطالما مارست كرة القدم على مستوى الهواة، لكن فكرة الإحتراف لم تفارق مخيّلتي أبداً. حتى لو كان ذلك لمدة ستة أشهر فقط."
