تقدم شركة adidas كرة كأس العالم FIFA منذ 50 عاماً
بدأت تيلستار سنة 1979
غيرت تصميم كرة القدم إلى الأبد
صرح أسطورة كرة القدم الألمانية أوفي سيلر ذات مرة قائلاً "سرّ كرة القدم يكمن في الكرة". فقد عبّر بإيجاز بليغ عمّا يجول في خاطر ملايين الجماهير حول العالم، خاصة وأن كرة القدم تعتبر بلا شك الرياضة الأكثر شعبية في العالم. وليس غريباً بذلك أن تكون نهائيات كأس العالم FIFA واحدة من أكبر الأحداث الرياضية على الإطلاق. الساحرة المستديرة، والجلد المدوّر، ومعشوقة الجماهير؛ كلها مسميات تطلق على الأداة التي تلعب بها رياضة كرة القدم، كما هناك مقولات يعرفها أغلب العشاق مثل "عانقت الكرة الشباك" أو "تجاوز الكرة خط المرمى".
تتكلف شركة تصنيع المعدات الرياضية adidas منذ كأس العالم 1970 FIFA بتصميم وصناعة الكرة الرسمية لأم البطولات. كان الوضع مختلفا قبل ذلك، ففي دورة 1930 لعب شوطا مباراة النهائي بكرتين مختلفتين بعد أن تمسك كل منتخب بكرته "الخاصة". وفي الفترة اللاحقة، كانت المباريات تجرى في الغالب بكرات البلد المضيف.
ولادة "تيلستار"
بينما كان الجلد المدّور يتكون في البداية من اثني عشرة قطعة، اعتمدت في نهائي نسخة 1954 كرة مكونة من 18 قطعة، وهو نفس الشكل الذي تم استخدامه في مختلف التصاميم إلى غاية عام 1966.
وتواصل تطور الساحرة المستديرة في العقود التالية، وكان الخبراء في كل مرة يتفننون في ابتكار تصاميم مبدعة "للكرة المثالية". ففي دورة مكسيكو قبل 50 عاما بدأ عهد adidas، فخرجت إلى الوجود كرة باسم "تيلستار" مكونة من 32 قطعة جلدية مما يجعلها الكرة الأكثر استدارة في تلك الفترة.
ويعكس الاسم الذي أطلق عليها الشعبية الواسعة التي تتمتع بها كرة القدم باعتبارها نجمة التلفزيون (بالإنجليزية " Star of Television"). وكانت الكرة الأولى التي تحمل كذلك صفائح جلدية سوداء، وقد صممت بهذا الشكل لكي تظهر بشكل واضح على أجهزة تلفزيون الأبيض والأسود الشائعة في ذلك الوقت. وبذلك، تمكنت كرة "تيلستار" من إحداث تغيير جذري ودائم على شكل كرة القدم وتصميمها.
الكرات الرسمية لنهائيات كأس العالم FIFA
كرة ملوّنة في فرنسا
بعد "دورلاست" جاء الدور على كرة "تانجو" في عام 1978 لتخطف قلوب محبي كرة القدم حول العالم، وكانت متطورة جدا لغاية أنها اعتمدت كرة رسمية في الدورات الخمس التالية. مع ظهور كرة "تانجو أسبانيا" (1982) بدأ عهد كرات الجلد الاصطناعي، فبعدما كان الجلد دائما المادة الأساسية التي تصنع منها كرة القدم، تمت الاستعانة بتقنيات حديثة لتصميم كرة مجهزة بطبقة بولي يوريثان الطاردة للماء. هذا وظهرت في بطولات العالم اللاحقة كرات "أزتيكا"، و"إتروسو" وكويسترا".
وشهدت دورة 1998 استخدام أول كرة ملونة تحمل اسم "تريكولور". أما في نسختي 2002 و2006 فتم تقديم كرتين بمواصفات ثورية، وهما "فيفيرنوفا" و"بلاس تيم جايست" اللتان كانتا أكثر استدارة ودقة وثباتاً.
"لا شيء مستحيل"
في دورة جنوب أفريقيا، كانت "جوبلاني"، المصنوعة من ثماني صفائح من الجلد الاصطناعي، الكرة التي مكنت المنتخبات من تسجيل الأهداف ونشر الفرحة وسط الجماهير. نجحت adidas بذلك في جعل الكرة الرسمية الحادية عشر لنهائيات كأس العالم FIFA الكرة الأكثر دقة وثباتا في تاريخ الساحرة المستديرة.
وبعدها جاءت "برازوكا" لتمثل أحدث ما وصل إليه الابتكار التقني فيما يخص بنية الكرة: فالتماثل الفريد للأجزاء الستة المتشابهة كليا والبنية السطحية الحديثة يمنحان للكرة مقاومة أكثر للانزلاق والمزيد من الالتصاق والمرونة والثبات والديناميكا الهوائية.
في آخر محطة في جولتنا هذه حول كرات العرس العالمي، نلقي الضوء على كرة "تيلستار" 18 التي عادت بعد 50 سنة من ظهور نسختها الأولى "تيلستار"، لتظهر في روسيا بحلة جديدة وتقنية عالية وعناصر مستدامة مثل غلافها المصنوع من مادة قابلة لإعادة التدوير. كما تحتوي على شريحة الاتصال قريب المدى NFC، التي تمكن المستهلكين من التفاعل مع الكرة بواسطة الهاتف الذكي. وهذه التجربة الشخصية والمرتبطة بالمكان قدمت تفاصيل معينة تتعلق بكل كرة، وأتاحت معرفة التحديات التي خاضها المستخدمون قبل نهائيات كأس العالم FIFA.
أوضح رولاند روملر، مدير قسم أجهزة كرة القدم في شركة adidas في هذا الصدد قائلاً "إن كرة تيلستار الأصلية هي واحدة من أكثر كرات القدم شهرة في كل العصور، حيث غيَّرت تصميم كرات القدم إلى الأبد، لذلك فإن تطوير تيلستار مع البقاء أوفياء للنموذج الأصلي شكل تحديًا كبيرًا لنا بالفعل. من خلال بنية الصفائح الجديدة وإدخال شريحة تقنية التواصل قريب المدى ارتقى الابتكار والتصميم في كرة القدم إلى مستوى جديد، مما يوفر للمستهلكين واللاعبين تجربة جديدة تماماً".
ومما لا شك فيه أن كل عاشق لكرة القدم متشوقٌ من الآن لير ما ستكون عليه ساحرتنا المستديرة في السنوات القادمة، ففي النهاية كل شيء ممكن، ولا شيء مستحيل!.