
سجل المُعز علي 7 أهداف في الدور الأول من كأس آسيا 2019
بات الهداف الأفضل في تاريخ مشاركات العنابي في البطولة القارية
يتحدث علي حصريا عن أهدافه مع قطر في البطولة وتطلعاته المستقبلية
عندما شدّ المنتخب القطري الرحال من الدوحة من أجل المشاركة في نهائيات كأس آسيا 2019 لم يكتفِ بجلب الملابس والكرات وغيرها من المعدات المختلفة، فمن بين الصناديق الكبيرة التي جلبها معه كان هناك واحداً تميّز به عن أغلب المنتخبات المشاركة في النهائيات، على الأرجح كان منها "صندوق العجائب"!
قبل إنطلاق المنافسات لم يكن أحد ليعرف بوجود هذا الصندوق والأهم من ذلك لم يمكن التنبؤ بما يحويه. مع بداية المباريات بدأ العنابي باستعراض صندوقه العجيب، وفي كل مرة يُفتح باب الصندوق تخرج منه أمورٌ مدهشة؛ أداء مترابط، تنظيم تكتيكي وهجوم قوي.
ختم القطريون الدور الأول من النهائيات بارقام مذهلة (ثلاثة إنتصارات و9 نقاط تحققت بفضل 10 أهداف وبشباك بيضاء لم يتمكن منها أحد). وهل تتوقعون أن هذا كل شيء يملكه العنابي! بالتأكيد لا..فهناك المزيد داخل "صندوق العجائب"؛ فهُم يملكون آلة تهديفية تتمثل بالمهاجم الشاب المُعز علي، الذي سجل لوحده سبعة من الأهداف العشرة.
هدف أمام لبنان ضمن به التفوّق بثنائية، ثم رباعية كاملة خلال الفوز 6-0 على كوريا الشمالية، وأتبعها بثنائية لاهبة في الشباك السعودية قاد بها قطر للفوز بنتيجة 2-0 وصدارة المجموعة الخامسة. بعد تلك المباراة الأخيرة انتهى المُعز من المقابلة المتلفزة عقب صافرة النهاية، ثم جرى مسرعاً مطلقاً العنان لصيحاته (أوليه.. أوليه أوليه.. قطر، قطر) ثم لحق بزملاءه داخل غرفة الملابس لتتواصل الإحتفالات فيها بعض الوقت.
خرج المُعز وبقية زملاءه، كانت الابتسامات تعلو محيّاهم لكن دون أن تظهر معالم الثقة الزائدة، توقف ليتحدث حصرياً مع موقع FIFA.com وقال "حققنا اليوم أحد أهدافنا. جئنا إلى البطولة ولدينا الكثير منها، الفوز بالصدارة وبكل المباريات في الدور الأول، الحمد لله أتممنا هذا الجزء الأول من مهمتنا."
أرقامٌ قياسية
بلغ المُعز الهدف رقم 7 ليحقق بفضلها العديد من الأرقام، فقد أصبح أول قطري يحقق هذا العدد من الأهداف في تاريخ النهائيات، وبات على بعد هدفين فقط كي يتجاوز الأسطورة الإيرانية علي دائي (الوحيد الذي سجّل 8 أهداف في نسخة واحدة عام 1996) كما أضحى أول لاعب في النسخة الحالية 2019 يحقق "سوبر هاتريك" وقد تسلم الكرة التذكارية للقاء قبل أن يخوض مواجهة السعودية ليحتفظ بها في خزانته.
يقول علي" تسجيل الأهداف واجبي كمهاجم، هو جزء من مساهمتي ضمن الفريق لكي نحقق الفوز. لكن نجاحي هذا لم يكن ليتحقق إلا بفضل المجهود الكبير الذي نبذله كفريق متكامل. لدينا خطط نتدرب عليها ولا فرق في اسم مسجل الأهداف، إنما المهم أن نهز الشباك ونحقق المطلوب."
مضيفاً "أتشرّف بهذه الأرقام الشخصية وسأعمل على تحقيق المزيد منها لم لا. لديّ طموحات كبيرة، ولكن دافعي الأكبر سواء لنيل جائزة هداف البطولة أو غيرها من الجوائز الشرفية، أنها ستسجل باسم قطر وستساعد العنابي على الذهاب بعيدا في المنافسة على هذه البطولة."

ثقة في محلها
ربما كان المُعز ابن الـ22 عاماً أحد المفاجآت التي حضرّها المدرب فيليكس سانشيز داخل (الصندوق) لكن الثقة التي منحه إياها لم تأت وليد صدفة، فالأسباني يدرك تماما القدرات الكبيرة التي يتمتع بها مهاجمه القوي طويل القامة (180 سم)، فقد سبق وأن درّبه في منتخب الشباب وساعده على الفوز بكأس آسيا تحت 19 سنة 2014 ثم شارك معه في كأس العالم تحت 20 سنة 2015 FIFA، قبل أن يصبح المُعز هدافاً لكأس آسيا تحت 23 سنة 2018، ولذلك لم يكن غريباً أن تسند المهمة للاعب صغير لكنه راكم كل تلك الخبرات.
يقول المُعز "الثقة التي منحني إياها المدرب كانت محل فخر لي. أعتقد أن كل البطولات السابقة شيء وهذه النهائيات القارية شيء آخر، هذه المرة ألعب للمنتخب الوطني الأول كان حلما وتحقق الآن. في الحقيقة لمست الثقة من الجميع، رئيس الإتحاد الشيخ حمد بن خليفة، وبقية الوفد الإداري وزملائي اللاعبين؛ الكل منحني الثقة التي يحتاجها أي لاعب، ولذلك عاهدت نفسي على بذل الغالي والنفيس من أجل قميص العنابي والجماهير القطرية التي تتابعنا من البلاد وتتأمل خيراً بي. الحمد لله أنني كنت عند حسن الظن بهم، وأعدهم بالمزيد في الأدوار الإقصائية."
يبدو أن المعز علي ورفاقه يسيرون في الطريق الصحيح سواء خلال هذه المشاركة في البطولة الآسيوية أو في ذاك الطريق الطويل من أجل تمثيل البلاد التي تستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 FIFA، حيث أكد المدرب سانشيز بدوره "المُعز وغيره من النجوم الشباب الذين تم إعدادهم خلال الفترة الماضية بدأوا بمراكمة الخبرات. فهم سيشكلون عماد الفريق العنابي خلال السنوات الأربع المقبلة. قابلية التطور الفني كبيرة وهذا هو الوقت المناسب لكي يختبروا العديد من المواقف ويثبتوا أنفسهم أمام المنافسين وفي أكبر البطولات."
وأكدّ علي "كأس العالم التي ستقام في بلادنا قطر هي البطولة التي أتوق لخوضها، سيكون شرف ما بعده شرف. تركيزنا الآن على كأس آسيا، نريد الوصول لأبعد نقطة وقد أثبتنا أنه يمكننا الذهاب بعيداً. وبعدها سنوجه إهتمامنا من أجل التحضيرات لخوض كأس العالم 2022."
ستتوجه الآن كل الأنظار نحو العنابي ومهاجمه الهداف المُعز علي الذي بات على مقربة من كتابة صفحة جديدة في تاريخ كأس آسيا، فهل يواصل آلة التهديف القطرية هز الشباك ويمضي بالعنابي قدماً؟