الأربعاء 16 يناير 2019, 16:20

الرسالة الملهمة وراء احتفال مابيل

  • سجل أوير مابيل أربعة أهداف في سبع مباريات دولية

  • هز اللاعب الأسترالي الشباك في فوز منتخب بلاده 3-2 على سوريا في كأس آسيا

  • يشرح ابن الثالثة والعشرين دلالات طريقة الاحتفال بهدفه ضد نسور قاسيون

هل هناك شيء لا يستطيع أوير مابيل القيام به؟

أصبح المهاجم الأسترالي الشاب ظاهرة بكل المقاييس منذ ظهوره الأول على الساحة الدولية في أعقاب بطولة كأس العالم روسيا 2018 FIFA. فقد سجل ابن الثالثة والعشرين هدفا حاسما ساهم به في الفوز الأسترالي الصعب على سوريا (3-2)، مما جنَّب منتخب السوكيروز حامل اللقب توديع كأس آسيا من مرحلة المجموعات.

فبينما كان الأستراليون يتعرضون لضغط خانق من فريق سوري لاهث وراء نقاط الفوز بشتى الطرق ومختلف الوسائل، تمكن مابيل من قلب مجرى المباراة رأساً على عقب قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول، مسجلاً واحداً من أفضل الأهداف في نسخة هذا العام من كأس آسيا، حيث استلم الكرة وأعدها بدقة قبل أن يُطلق تسديدة لولبية من مسافة 20 متراً لتستقر في الزاوية البعيدة لمرمى نسور قاسيون، رافعاً رصيده إلى أربعة أهداف في سبع مباريات دولية، وهو الذي تمكن من افتتاح سجله التهديفي بعد دقائق قليلة في أول ظهور له بقميص السوكيروز.

يحرص مابيل أشد الحرص على استغلال شهرته ومكانته في خدمة القضايا النبيلة، وهو الذي لم ينسَ أبداً ما عاشه من تجارب في مرحلة الطفولة، حيث وُلد في كينيا من أسرة ذات أصول سودانية، قبل أن يحل لاجئاً بأستراليا حيث شب وترعرع. فبعد أول ظهور له مع منتخب السوكيروز في مباراة ضد الكويت شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أفادت تقارير صحفية بأن ابن الثالثة والعشرين ساعد في تأسيس مشروع "بيرفوت تو بووتس" الذي يقدم معونات كبيرة للأطفال في مسقط رأسه - مخيم كاكوما للاجئين في كينيا.

بيد أن شغف مابيل بمد يد المساعدة لا يتوقف عند هذا الحد. فقد احتفل بطريقة مثيرة للفضول بعد هز شباك سوريا - تماماً كما فعل ضد فلسطين قبلها بأربعة أيام، علماً أنه لم يتردد في الكشف عن دلالات تلك الحركة التي أبدعها من أجل المساعدة في رفع مستوى الوعي بمشكلة اجتماعية خطيرة.

وقال مابيل في هذا الصدد: "من الجيد أن تروى هذه القصة. إنني أرغب دائماً في مساعدة الناس. الكثير من الناس يعانون من مشكلات متعلقة بالصحة العقلية."

وتابع: "الهدف من هذا الاحتفال هو إضفاء السلم على نفسية هؤلاء الناس، فكل ما يحتاجه الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، أو أي مشكل من هذا القبيل، هو إيجاد آذان صاغية، ولذلك أردت تمثيلهم في محاولة للتخفيف من معاناتهم. يجب على المرء أن يتحدث وأن يُفصح عما بداخله. هذه هي القصة وراء الاحتفال".

بهذا الفوز الصعب على نسور قاسيون ضمن منتخب السوكيروز المركز الثاني خلف الأردن، متصدر المجموعة الثانية. وبذلك، ستواجه أستراليا إما اليابان أو أوزبكستان في ثمن النهائي، بينما يلاقي منتخب النشامى أحد أصحاب المركز الثالث.

وفي المقابل، حلث فلسطين ثالثة بعد التعادل مع الأردن بدون أهداف، حيث سيتعين عليها الإنتظار لمعرفة مصيرها في هذه البطولة القارية التي تشهد مشاركة 24 بلداً، علماً أنه مازال بإمكانها التأهل كأحد أفضل أصحاب المركز الثالث، رغم أنها لم تتمكن من إيجاد الطريق إلى الشباك في أي من مبارياتها الثلاث.

أما سوريا، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى روسيا 2018، فقد خروجت من البطولة بنقطة وحيدة في رصيدها، وذلك رغم عروضها القوية في كل مبارياتها.