الزمالك والأهلي يد واحدة ضد فيروس كورونا
مبادرة رفيق صايفي في الجزائر تلقى الترحيب
الجامعتان التونسية والمغربية تتجندان لمحاربة الفيروس
العدو هنا هذا "الوباء" الذي أصبح حديث العالم بين ليلة وضحاها. فجأة تغيرت الحياة وأصبحت تلك الأشياء البسيطة التي كنا نفعلها بشكل يومي حلم جميل لنعيش كابوساً نتمنى أن نستيقظ لنعود إلى حياتنا العادية مرة أخرى. الحكومات اتخذت إجراءات صارمة، المدارس أقفلت أبوابها أمام الطلاب، أماكن العمل أعطت إجازة مفتوحة لموظفيها وبعضهم سرح العديد منهم لتخفيض النفقات. في مثل هذه الظروف العصيبة تصبح حياة الأسر الفقيرة في بلد تعاني من ظروف اقتصادية صعبة مثل مصر، على المحك ليس فقط بسبب الفيروس القاتل بل بسبب أنها ربما لن تجد قوت يومها.
الكرة المصرية: خصوم الأمس...أصدقاء اليوم
لا يهم الآن أي نادي تشجّع، اليد باليد والكل أصبح واحد. نجوم أكبر وأعرق ناديين الأهلي والزمالك أعلنوا أنها ساعة العمل وأنه حان وقت العطاء. بدأت "مبادرة "#تحدي_الخير" عند سعد سمير الذي أعلن تكفله بالإنفاق على 20 أسرة خلال الفترة القادمة وحتى انتهاء الأزمة وأعلن تحديه لمجموعة من زملائه من لاعبي الناديين.
انطلقت مبادرته ككرة الثلج لتشمل العديد من نجوم كرة القدم المصرية: طارق حامد، أحمد فتحي، محمد الشناوي، محمود كهربا، عمرو السولية، وائل جمعة، شريف إكرامي، شيكابالا، ميدو، أحمد حجازي، تريزيجيه، أحمد حسن كوكا والعديد من اللاعبين الذين ينضون إلى التحدي بشكل يومي. المئات وربما الآلاف من العائلات ستستفيد من هذا التحدي الذي أظهر الوجه الجميل للشعب المصري عندما تشتد الأزمات.
لاعبو المنتخب الجزائري يرحبون بمبادرة رفيق صايفي
أما بالنسبة للجزائر، فأطلق اللاعب السابق للمنتخب الجزائري رفيق صايفي والذي سبق له المشاركة في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، أطلق حملة تحدث كل اللاعبين الدوليين الحاليين والسابقين من أجل المساهمة ماديا في تمويل المستشفيات الجزائرية، والتحق بمبادرة رفيق صايفي العديد من اللاعبين أبرزهم ياسين براهيمي، كارل مجاني، رامي بن سبعيني، وتقريباً كل العناصر التي توجت مؤخرا بكأس أفريقيا.
وفضلا عن المبادرة الجماعية، قام بعض اللاعبين بمبادرات فردية بأخذ بعض العائلات الفقيرة تحت عاتقهم خلال هذه الأزمة، على غرار عبد المؤمن جابو، بوخنشوش، أندريا وعدة لاعبين آخرين ينشطون في البطولة المحلية.
وكان رئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي قد أعلن أن الاتحاد يضع كل امكاناته المادية والبشرية في أيد السلطات الجزائرية من أجل محاربة ومجابهة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وأن الهيئة الكروية لن تتوان في المساهمة كعنصر فعال لمساعدة الشعب الجزائري في تجاوز هذه الأزمة، أما مركز تحضيرات المنتخبات الجزائرية "سيدي موسى" فسيكون تحت خدمة السلطات من أجل الاستفادة منه في عملية الحجر الصحي إن تطلب الأمر، بعد انتهاء الأشغال الجارية فيه، باستثناء فندق الأفناك الذي لن يدخل حيز الخدمة حتى العام المقبل.
عائلة الكرة التونسية تتجند لمحاربة فيروس كورونا
التفت أسرة كرة القدم التونسية حول بلدها تونس بالنظر للظرف الصعب الذي تمر به البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث استجاب العديد من لاعبي المنتخب التونسي لحملة التبرع لصندوق المد التضامني لمحاربة فيروس كورونا، أبرزهم البدري، بن يوسف، المساكني، الخنيسي، الخزري، الخاوي، كشريدة، الصرارفي، فرجاني الساسي، السخيري وكل نجوم نسور قرطاج الذين شاركوا في كأس العالم روسيا 2018 FIFA.
كما قرر الاتحاد التونسي لكرة القدم وضع مركز تحضيرات المنتخبات الوطنية على ذمة وزارة الصحة لاستغلاله عندما تقتضي الحاجة، حيث تم تعقيمه تحسباً لأي طارئ، كما خصصت مبلغ 100 ألف دينار لتجهيز مركز برج السدرية وعين دراهم بالمستلزمات الطبية ووضعها تحت ذمة الوزارة الوصية أيضاً، فضلاً عن التكفل بمستحقات الإطارات الطبية وشبه الطبية التي ستشرف على المركزين بشكل مؤقت، ووضع كافة إطارات الاتحاد على ذمة الدولة لاستغلالها خلال هذه المحنة.
كما قام الاتحاد التونسي بتجهيز كل مراكز الحجر الصحي بالأنترنت مع منح كل تونسي عائد من الخارج شريحة هاتف مزودة بالأنترنت أيضاً، فضلاً عن تزويد 700 عائلة تونسية بالمواد الغذائية الأساسية وبمواد التنظيف والسوائل الوقائية، فضلاً عن وضع 5 حافلات على ذمة وزارة النقل للمساعدة في النقل خلال هذه الفترة الصعبة.
الجامعة المغربية والأندية المحترفة تقدم مساهمات مادية
أعلنت الجامعة المغربية لكرة القدم بالتعاون مع كل الرابطة المحترفة والهاوية وكرة القدم النسوية، تقديم مبلغ 10 ملايين درهم مغربي للصندوق المخصص لمحاربة فيروس كورونا.
كما أعلنت بعض فرق البطولة المحترفة في المغرب تقديم مساعدات مالية مباشرة إلى الصندوق لمحاربة فيروس كورونا، ولا تزال الحملات التحسيسية في المغرب متواصلة من قبل اللاعبين الدوليين السابقين والحاليين، فضلاً عن المدربين لتحسيس الناس بخطورة الفيروس وضرورة التقيد بالتعليمات للوقوف ضد انتشاره.
الشمس ستشرق لا محالة
لا أحد يعلم كم ستستمر الأزمة، ولكنها بالقطع ستنتهي وستُفتح أبواب الملاعب من جديد، وعندما نرى مثل هؤلاء النجوم فيها سنعلم أن الحياة أخذ وعطاء وأنها ستستمر فقط باتحادنا وتلاحمنا. "تحدي الخير" في مصر، "تحدي صايفي في الجزائر" ما قامت به أسرة كرة القدم في تونس والمغرب مبادرة تثبت أن كرة القدم هي "اللعبة الجميلة" لأسباب وجيهة جعلتها معشوقة الجماهير، وستعود بمتعتها قريباً، مع عودتنا لممارسة حياتنا، التي ربما لم تكن تعجبنا بشكل أو بآخر، وتعلمنا كم هي جميلة الآن.