كأس العالم للكرة الشاطئية سيشيل 2025 FIFA™

بث مباشر، ملخصات للمباريات، حصريات والمزيد!
الأحد 31 مايو 2020, 11:57

أزتيكا.. صرحٌ كرويٌ لن يتكرر

  • أزتيكا هو أحد ملاعب كرة القدم الأعرق في العالم على الإطلاق

  • استضاف عدداً قياسياً من مباريات كأس العالم يبلغ 19 ومباراتين نهائيتين

  • صرحٌ أذهل الأسطورة بيليه والحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني

"مباراة القرن" "هدف القرن" تطويب "الفريق الجميل" الهدير الأقوى في تاريخ كرة القدم المعمودية العالمية للموجة المكسيكية الهدف التاريخي لخورخي بوروتشاجا "يد الله"

كيف يمكن لملعب واحد أن يجسّد ويتحوّل إلى رمز لكل جوانب عظمة كأس العالم FIFA؟ لا يختلف اثنان على أن ملعب أزتيكا يتمتّع بمكانة فريدة في تاريخ العرس الكروي العالمي بالنظر إلى أنه استضاف مباراتين افتتاحيتين للبطولة ودارت بين جنباته نسختان من الموقعة النهائية، كما شهدت مدرجاته عدداً قياسياً من مباريات أم البطولات، 19 مواجهة. ولكن أهمية هذا الصرح الكروي العالمي لا تتوقف هنا.

يقول أسطورة المستديرة الجميلة بيليه: "يتمتّع أزتيكا بجانب استثنائي للغاية. يجب أن يتواجد المرء داخله حتى يشعر ويفهم ما أعني. إنه [ملعب] فريد".

استضافة كأس العالم FIFA هو حلم داعب مخيلة أبناء المكسيك الذين تطلّعوا لاستضافة نسخة 1958، لكنهم سمحوا في النهاية للسويد بالتفرّد في الترشيح الرسمي لتنظيم البطولة.

"لم تكن المكسيك تريد الاكتفاء بمجرد تنظيم نسخة عادية من كأس العالم، أردنا تنظيم أفضل نسخة من البطولة يشهدها العالَم،" ذلك هو الهدف الذي وضعه جييرمو كانيدو نصب عينيه وراهن عليه عند تعيينه عام 1960 رئيساً للاتحاد المكسيكي لكرة القدم، والذي أردف قائلاً: "من أجل هذه الغاية، كنا بحاجة إلى أفضل ملعب شهده العالم. قامت البرازيل بتشييد الماراكانا لنسخة 1950. كان هائل الحجم، وساحراً بشكل مذهل. أردنا بناء ملعب أفضل من ذلك حتى".

بطبيعة الحال، حاول كل مهندس معماري مرموق في المكسيك، وكذلك من الأمريكيتين، أن يكون جزءاً من هذا المشروع. كان التنافس محموماً على الفوز بعقد تصميم وتشييد مخطط كانيدو الطموح للغاية الذي تم تخصيص ميزانية كبيرة له تبلغ 95 مليون بيزو، والذي يهدف لبناء صرح أسطوري حقيقي. لكن الفائز في النزال الشرس على تشييد الملعب لم يكن أحد عمالقة الملاكمة المكسيكيين، بل المعماري المخضرم بيدرو راميريز فازكويز.

يتذكر فازكويز تلك الأيام قائلاً: "كنتُ محظوظاً لأن كانيدو كان بمثابة أخٍ لي، وكنتُ عضواً في اللجنة الأولمبية الوطنية، وبينما لديّ شغف كبير بالعمارة، تمثّل شغفي الأكبر بكرة القدم. كان ذلك مشروعاً كبيراً لأن المطلوب كان عملاً ضخماً".

ومن بين الشروط التي يجب تلبيتها في التصميم هو أن الملعب الواقع في منطقة كويواكان يجب أن يستضيف 100 ألف مشجع على الأقل، وأن تخلق مدرجاته أجواء حماسية، وأن يحمل في طياته سمات بعضٍ من أجمل الملاعب في المعمورة، وأن يكون أروع من اللوحات الشهيرة لأشهر من أنجبته منطقة كويواكان على الإطلاق، الفنانة المكسيكية فريدا كالو التي ترعرعت على لعب كرة القدم.

رحّب فازكويز بانضمام زميله المعماري رفايل ميخاريس ألكيريكا ضمن فريق العمل، واتجه الاثنان برحلة يجولان فيها على أجمل ملاعب أوروبا: ويمبلي وسان سيرو وكامب نو وسانتياجو بيرنابيو، حيث درس الاثنان معالِم كل من هذه الصروح الكروية الشهيرة.

كان يُفترض أن يبدأ العمل في تشييد الملعب عام 1961، لكن فازكويز اصطدم بصخرة هائلة في موقع البناء! فلكي يؤسس الملعب على أرضية صلبة، توجّب نزع 64 ألف متر مربع من الأرض. وتطلّب هذا الأمر 10 معماريين و17 تقنيّ و35 مهندس و800 عامل. اشتغل الجميع يومياً لمدة سنة تقريباً، وتمكنوا في النهاية من استخدام الديناميت لنسف الصخرة الكبيرة كي يبدأ العمل الفعلي على الملعب، وكان ذلك في عام 1962.

وعند افتتاح الملعب بمباراة انتهت بالتعادل لهدفين لمثلهما بين ناديي كلوب أمريكا – الذي أصبح هذا الملعب مقرّه الرسمي منذ ذلك التاريخ – ونادي توينو الإيطالي بقيادة مدربه المخضرم نيريو روكّو، كانت الميزانية الأصلية للمشروع والبالغة 95 مليون بيزو، قد تضخمت لتصبح أكثر من 200 مليون. ولكن المؤكد هو أن المشجعين في المدرجات ذلك اليوم، والذين زاد عددهم عن 107 آلاف شخص، كانوا على قناعة بأن هذا هو المكان الذي سيشهد صناعة التاريخ الكروي خلال سنوات قليلة مقبلة.

مارس كانيدو ضغوطاً كبيرة لكي تستضيف المكسيك كأس العالم. ودفعت جهوده المضنية وحماسته الشديدة وخططته المتكاملة كلاً من أستراليا وكولومبيا واليابان والبيرو لسحب عروض الاستضافة. وفي كونجرس FIFA في طوكيو عام 1964، تمكنت المكسيك من التغلب على المنافس الوحيد المتبقي وهو الأرجنتين، لتنال شرف تنظيم كأس العالم الذي يقام للمرة الأولى خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية.

وقد تألق أزتيكا في استضافة تاريخية خلّدتها ذاكرة المستديرة الساحرة بأحداث تاريخية منها "مباراة القرن" التي انتهت بفوز مذهل لإيطاليا بنتيجة 4-3 على ألمانيا الغربية في نصف النهائي، ونجاح جارزينيو بأن يصبح أول لاعب في التاريخ يهزّ الشباك في كافة أدوار كأس العالم، وتسجيل كارلوس ألبرتو أحد أجمل أهداف البطولة على الإطلاق، كما أصبح بيليه في تلك النسخة اللاعب الأول – والأخير حتى الآن – الذي ينال لقب البطولة ثلاثة مرات بفضل نيل البرازيل للقلب البطولة رفع كأس جول ريميه على منصة التتويج.

عن هذا الملعب الخرافي، قال أنجيلو دومينجيني الذي لعب بين جنباته مباراتي نصف النهائي والنهائي: "كان فاتناً. هائلاً ومذهلاً. كان لدينا في إيطاليا مجموعة من أجمل الملاعب، لكننا شعرنا جميعاً بالإثارة للعب في أزتيكا. إيطاليا وألمانيا [الغربية] في المكسيك.. لم نكن لنحلم بجو مذهل كهذا. وكان الأمر على هذا الشكل منذ صافرة البداية، بل وحتى قبلها، ولم يكن محصوراً بتسجيل كل تلك الأهداف".

أما الأسطورة كارلوس ألبرتو فقد قال أيضاً: "الجو السائد والصخب في المباراة النهائية كان غير معقول. تشعر وكأن المكسيك برمتها أصبحت برازيلية. أمرٌ مدهش ويصعب تصديقه".

ترك كانيدو منصبه بعد تلك المباراة النهائية، إلا أن الكثيرين كانوا على قناعة بأنه حقق هدفه المنشود: نظّمت المكسيك آنذاك النسخة الأروع من كأس العالم في تاريخ اللعبة الجميلة. ويبدو أن الجميع في أرجاء الكوكب أدهشته أيام التنافس الاثنان والعشرون تلك في المكسيك. وعلى رأسهم الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني.

فقد قال أسقف روما عن تلك البطولة: "الأشخاص الذين يعرفوني يشهدون بولعي بكرة القدم". ومخاطِباً أكثر من 100 ألف شخص غصّ بهم ملعب أزتيكا في أول رحلة خارجية عقب انتخابه لاستلام أرفع منصب في الكنسية الكاثوليكية في العالَم، قال بولس الثاني البولندي الأصل الذي كان حارساً واعِداً في نشأته ومتابعاً شغوفاً للعبة: "يشرّفني التواجد هنا، حيث تابعتُ منافسات كرة قدم جميلة ونسخة من كأس العالَم لن أنساها على الإطلاق".

حققتْ تلك النسخة نجاحاً منقطع النظير لدرجة أن المكسيك أصبحت عام 1986 أول دولة على الإطلاق تنال شرف تنظيم كأس العالم للمرة الثانية. في هذه المرة، أذهلت "الموجة المكسيكية" العالَم بأسره، بينما نتج عن هدف مانويل نيجريتي المقصّيّ "الهدير الأقوى في تاريخ كرة القدم" الناتج عن 115 شخص على مدرجات الملعب الملقب باسم "صرح سانتا أورسولا" عند تسجيل الهدف الذي جعل المكسيك تفوز للمرة الأولى، واليتيمة حتى الآن، بمباراة في الأدوار الإقصائية من عروس البطولات.

كذلك يشهد التاريخ على تألق دييجو مارادونا في مباراة ربع النهائي أمام إنجلترا، قبل أن يسجل ثنائية شخصية ثانية في نصف النهائي بمواجهة بلجيكا. أما هدف المباراة النهائية الذي صنعه مارادونا وسجّله خورخي بوروتشاجا، فقد تحوّل إلى لحظة خالدة أخرى بتاريخ البطولة.

ويبدو مخالفاً للمنطق الزعم بأن هناك ملعباً آخراً شهد ولادة لحظات مفصلية في تاريخ كأس العالم وصفحات كتاب فن كرة القدم – على حدّ وصف بيليه – أكثر من هذا المعلَم الكروي الشامخ في العاصمة المكسيكية.

هل تعلم؟

  • تابع 132 ألف شخص النزال التاريخي الذي انتهى بفوز الملاكم المحبوب خوليو سيزار شافيز على جريج هوجن في ملعب أزتيكا عام 1993. وكان ذلك ثاني أكبر نزال ملاكمة في التاريخ لجهة عدد الحضور. ولربما كان الأول لولا أن عدد المشجعين في النزال بين توني زال وبيلي بريور عام 1941 بلغ 135 ألف لأن حضوره كان مجانياً.

  • خسرت المكسيك سبع مباريات وتعادلت في واحدة من أصل ثمانٍ أمام البرازيل بين جنبات ملعب أزتيكا إلى أن تواجه الفريقان للمرة الأولى في ملعب أزتيكا عام 1968. وفي تلك الموقعة، وبفضل هدفي أنريكي بورخا، نجح أصحاب الأرض بالفوز بنتيجة 2-1 على فريق سيتربّع بعد فترة قصيرة على العرش الكروي العالمي وبين صفوفه نجوم كبار من أمثال كارلوس ألبرتو وجيرسون ريفيلينو وجارزينيو وتوساو. كما ألهم النجم كواوتيموك بلانكو منتخب المكسيك لإيقاع الهزيمة في أزتيكا بنظيره البرازيلي بقيادة رونالدينيو في نهائي كأس القارات FIFA 1999.

  • تابع 110 آلاف شخص المنتخب البرازيلي يتقدمه جورجينيو ودونجا وبيبيتو وهو يفوز على الأرجنتين في نهائي كأس العالم تحت 21 سنة FIFA بين جنبات هذا الملعب عام 1983.

  • أزتيكا هو الملعب الوحيد في العالم الذي استضاف أربع بطولات من تنظيم FIFA: كأس العالم، وكأس العالم تحت 20 سنة، كأس العالم تخت 17 سنة وكأس القارات.

  • فازت الدنمارك في هذا الملعب عام 1971 بلقب بطولة كرة القدم للسيدات، التي سبقت تنظيم كأس العالم للسيدات FIFA. وقد شاركت في البطولة أسطورتا التهديف في عالم المستديرة الساحرة النسائية سوزي أوجوستيسن وإليزابيتّا فيجنوتو.

  • يوجد في ملعب أزتيكا صفيحتان برونزيتان تكرّمان ذكرى "مباراة القرن" و"هدف القرن".

  • شهد ملعب أزتيكا ستاً من أصل المباريات العشر ذات الحضور الجماهيري الأضخم في تاريخ كأس العالم.