تُواجه جيبوتي منتخب لبنان في تصفيات كأس العرب
ستعوّل بالأساس في هذه المواجهة على نجمها مهدي محبة
مهدي محبة هو أفضل هداف في تاريخ المنتخب
لطالما سبحت جيبوتي في المياه العكرة. صحيح أنها تنفست الصعداء قليلاً بين سنتي 2006 و2007، لكن كتيبة "قروش البحر الأحمر" سرعان ما عادت لتقبع في أسفل التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola حتى عام 2016. وتحديداً في هذا العام 2016 انضم مهدي محبة إلى صفوف المنتخب. ومنذ ذلك الحين، بدأت جيبوتي تصعد ببطء إلى السطح.
وفي هذا الصدد، قال مهدي محبة لموقع FIFA.com "هناك أسباب عديدة وراء نجاحنا الحالي. أولها الرغبة الحقيقية في النهوض بكرة القدم الوطنية،" مضيفاً "عبأ اتحادنا الموارد المالية واللوجستية والفنية والبشرية اللازمة لتحسين جودة المنتخب. وفي هذا السياق، وصل المدرب جوليان ميتي، الذي ساهم بشكل ملحوظ في هذا التطور!"
وهكذا، نجح منتخب جيبوتي في تخطي الدور الأول من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم FIFA للمرة الثانية في تاريخه على حساب نظيره إسواتيني، الذي تغلب عليه بنتيجة 2-1 ذهاباً قبل أن ينتزع التعادل إياباً (0-0). وبذلك، تجنبت جيبوتي الهزيمة خارج أرضها لأول مرة في تصفيات كأس العالم FIFA، بعد ست هزائم متتالية خارج الديار.
ميتي..نفس جديد
مكّنت هذه العروض الجيدة وأخرى مثل التعادل مع جامبيا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية والفوز على بوروندي في كأس مجلس اتحادات شرق ووسط أفريقيا 2019 CECAFA، جيبوتي من الارتقاء إلى المركز 183 في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola. وهو المركز الذي لم تتبوأّه منذ 14 عاماً، أي منذ تلك الفترة الوجيزة الناجحة بين 2006 و2007.
وبهذا الخصوص، أكد محبة قائلاً: "كانت مساهمة جوليان ميتي حاسمة. فقد ضخ في الفريق دماءًا جديدة ومناهج عمل جديدة وأسلوب لعب جديد قائم على الحفاظ على الكرة. أعتقد أن مناهجه تختلف عن تلك التي يتبعها زملاؤه في إفريقيا، مما قد يعطي على المديين المتوسّط والطويل نتائج مشجعة."
تسجيل الأهداف وصنع التاريخ
لا شك أن تواضع محبة يمنعه من الحديث عن إنجازاته الخاصة. بيد أنه في أقل من خمس سنوات، تحوّل المهاجم البالغ من العمر 25 عاماً، والذي لا يزال يلعب في الدوري المحلي بقميص علي صبيح جيبوتي تيليكوم، إلى أسطورة رياضية في جيبوتي بعد أن أصبح أفضل هداف في تاريخ المنتخب برصيد ستة أهداف في 14 مباراة دولية. وفي هذا السياق، قال محبة "قدوة؟! لا أعرف...لكن أبناء بلدي بشكل عام ومحبي بشكل خاص يعوّلون علي كثيراً على أرض الملعب."
لا بد من القول إن محبة يحب تسجيل الأهداف وصنع التاريخ! فقد صنع هدفي جيبوتي في مرمى إسواتيني في ذهاب التصفيات المؤهلة إلى روسيا 2018، وسجّل من نقطة الجزاء إحدى الركلتين التي تحصل عليهما، كما سجل الهدفين ضد بوروندي (2-1) في كأس مجلس اتحادات شرق ووسط أفريقيا CECAFA. ولم تكن جيبوتي قد فازت في تاريخها بمباراة خارج أرضها.
وفي هذا السياق، تذكّر نجم جيبوتي قائلاً: "هذه الذكريات، الأفضل في مسيرتي، ستظل خالدة، خصوصاً المباراة ضد إسواتيني، لأن الملعب كان ممتلئاً عن آخره"، مضيفاً بخصوص ركلة الجزاء التي أهدى بها الفوز لمنتخب بلاده: "يجب أن أعترف أنني شعرت بقلق شديد قبل تنفيذها! ولكن فور هزّ الكرة الشباك، تنفست الصعداء. فرحة الجمهور جعلتني أنسى كل شيء!"
وتابع قائلاً: "الضغط موجود. لا يمكنني إنكاره. لدي مسؤولية كبيرة تجاه زملائي والمشجعين. وأفضل طريقة لمواجهة ذلك هو أن أقدم أفضل ما في جعبتي!"
لبنان على طريق قطر
من الواضح أنه سيكون من الضروري على محبة وزملائه بذل كل جهد ممكن في 22 يونيو/حزيران حين سيواجه لبنان في إطار تصفيات كأس العرب 2021. فمنتخب الأرز يتقدّم بـ90 مركزاً عن جيبوتي في تصنيف FIFA، ويخوض هذه المباراة بكل ثقة، بعد أن حجز تذكرة العبور إلى الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم FIFA.
وبخصوص هذه المواجهة، أكد محبة قائلاً: "أنا هادئ ومقتنع بأن فريقنا سيكون قادراً، في حال التأهل، على الفوز ببعض المباريات في قطر"، قبل أن يختم بالقول: "الأهم الآن هو الفوز على لبنان، والمشاركة في هذه المسابقة. فذلك سيمنحنا ما ينقصنا؛ الخبرة."