الخميس 04 يناير 2024, 12:30

برنامج FIFA لتطوير المواهب يواصل تقدمه على قدم وساق خلال عام 2023

  • دخل البرنامج مرحلة التنفيذ هذا العام

  • تهدف هذه المبادرة إلى مساعدة الاتحادات الأعضاء على تحقيق أقصى استفادة من إمكاناتها

  • حلَّ آرسين فينغر بالهند في نوفمبر/تشرين الثاني لمساعدة هذا البلد على استغلال ما يزخر به من إمكانات هائلة في كرة القدم

شهد عام 2023 دخول برنامج FIFA لتطوير المواهب مرحلة التنفيذ، محققاً بذلك خطوة بالغة الأهمية في الطريق إلى مساعدة كل اتحاد من الاتحادات الأعضاء على تحقيق أقصى استفادة من إمكانياته ومنح الفرصة لكل اللاعبين من أجل إبراز مواهبهم.

ففي مارس/آذار، اعتمد مجلس FIFA اللوائح التي تحكم دورة 2023-2026، قبل أن يصادق عليها مؤتمر FIFA المنعقد في العاصمة الرواندية كيغالي، علماً أن ما لا يقل عن 175 اتحاداً من الاتحادات الوطنية الأعضاء كانت لديها - بحلول نهاية 2023 - خطة لتطوير المواهب على المدى الطويل تهدف أساساً إلى الارتقاء بالمستوى الكروي للمنتخبات الوطنية على صعيدي الرجال والسيدات على حد سواء.

وتُركِّز هذه المبادرة على الاستثمار في الأكاديميات، حيث يعتزم FIFA ضمان توفر أكاديمية واحدة للأداء العالي أو مركز واحد للتميز على الأقل في 75 اتحاداً وطنياً عضواً بحلول عام 2027، وذلك من خلال برنامج FIFA للأكاديميات، ناهيك عن إقامة بطولات كأس العالم لفئتي الناشئين والشباب كل سنتين، علماً أن الرئيس جياني إنفانتينو أكد التزامه الشخصي والتزام FIFA بدعم برنامج تطوير المواهب الذي خصَّص له استثمار بقيمة 200 مليون دولار أمريكي في الدورة الحالية.

وفي هذا الصدد، زار أرسين فينغر، مدير قسم FIFA المعني بتطوير كرة القدم حول العالم، دولة الهند في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أشرف على عملية إطلاق البرنامج في أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، وذلك في خطوة مهمة ضمن جهوده الرامية إلى تطوير اللعبة والارتقاء بها في جميع أنحاء المعمورة، إذ شهدت الجولة التي استمرت أربعة أيام زيارة أكاديمية التدريب التي تم افتتاحها حديثاً في بوبانسوار بولاية أوديشا ضمن مبادرة وطنية شاملة يُراد منها تحديد وتطوير أفضل المواهب الصاعدة في البلاد.

وقال فينغر بمناسبة هذه الزيارة: "هناك العديد من الأطفال في العالم الذين لا يحصلون على الفرصة لصقل مواهبهم، ويمكننا تغيير ذلك. نريد تطوير لاعبي النخبة في البلدان التي تزخر بإمكانات تتيح لها تحقيق مزيد من التطوير".

خلال قمة FIFA لكرة القدم 2023 الأخيرة في جدة بالمملكة العربية السعودية، سلط أرسين فينغر، رئيس تطوير كرة القدم العالمية في FIFA، الضوء على الدور الذي تلعبه جميع الأطراف المشاركة في كرة القدم في تطورها. وأوضح فينجر: "أعتقد أننا نتحرك بسرعة كبيرة من مجتمع العمل إلى مجتمع الرياضة، وعلى عشاق كرة القدم مسؤولية كبيرة في ذلك، لإعطاء كل دولة فرصة لتطوير رياضتنا".

“قال السيد فينغر: "نحن بحاجة إلى عيون متخصصة للذهاب إلى هناك والمساعدة في تحديد المواهب لأننا نريد أن نعطي أهمية للذكاء والتقنية والمستوى الفني"، مضيفًا أن "الحد الأدنى هو خمس حصص تدريبية ومباراة واحدة أسبوعياً للاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا للسماح للموهبة بالازدهار." "في الأساس، نريد تطوير لاعب مثالي من الناحية الفنية. وهذا يعني أنه مهما كان الأمر، نريد أن نجعل الكرة صديقتك. بغض النظر عن المكان الذي يأتي منه، فهو موضع ترحيب. وهذا يعني أننا نريد تجهيز اللاعبين حتى يتمكنوا من التعامل مع كل موقف سيواجهونه في كرة القدم. وهذه هي التقنية. نحن قبل كل شيء رياضة تقنية، ولا نريد أن ننسى ذلك أبدًا."

هذا ويُمكن لجميع الاتحادات الوطنية الأعضاء أن تتقدم بطلباتها للاستفادة من مخطط تطوير المواهب على أساس سنوي، كما يمكنها الاستفادة من الموارد التي يوفِّرها FIFA عبر مركزه التدريبي، وكذلك من خلال منصة التطوير الفني، وهما عبارة عن منصتين تفاعليتين ومجانيتين تتيحان للاتحادات الأعضاء التسجيل للحصول على معلومات فنية من المستوى الرفيع فضلاً عن إمكانية الاطلاع على محتويات مفيدة للغاية.

تطوير مهارات المدربين

في إطار سعيه إلى تطوير مواهب كرة القدم، انصب تركيز FIFA أيضاً على النهوض بمهارات المدربين باعتبارهم ركيزة من الركائز الأساسية التي تقوم عليها اللعبة، حيث يشكل هذا الشق ركناً أساسياً من أركان برنامج FIFA لتطوير المواهب.

ويُمثِّل برنامج FIFA لمدربي المواهب ركيزة هامة في إطار مخطط تطوير المواهب، وقد تم إطلاقه بعد مرحلة تجريبية امتدت ستة أشهر وشمِلت سبع دول هي جمهورية قرغيزستان وكوستاريكا وفنزويلا وبنين وجنوب أفريقيا وفيجي وفنلندا، على أن يتم إيفاد مدربي المواهب لسنتين من أجل العمل سوية مع 25 من الاتحادات الوطنية الأعضاء.

ويتمثل هدف برنامج FIFA لتطوير المواهب في:

  • جمع أفضل اللاعبين الشباب في كل دولة سوياً؛

  • إطالة مدة التدريبات؛

  • تحسين عمليات التدريب واستكشاف المواهب وإعداد المدربين.

مجموعة FIFA للدراسات الفنية

منذ بطولة كأس العالم للأندية FIFA™ التي استضافها المغرب مطلع عام 2023، تعكف مجموعة FIFA للدراسات الفنية على تحليل أداء اللاعبين واللاعبات والفرق، وتقديم المعلومات والبيانات المعرفية للفاعلين في كرة القدم ولعموم الجمهور على حد سواء، وتعميم ذلك على جميع مسابقات FIFA المقامة هذا العام، حيث اضطلع عضو من أعضاء مجموعة FIFA للدراسات الفنية بمتابعة كل لحظة من كل مباراة بشكل مباشر في بطولات كأس العالم تحت 20 سنة في الأرجنتين، وكأس العالم للسيدات في أستراليا ونيوزيلندا، وكأس العالم تحت 17 سنة في إندونيسيا، وأخيراً في كأس العالم للأندية في المملكة العربية السعودية.

الخطوات التالية (الدورة 2023-2026)

في مارس/آذار 2023، أصدر FIFA تقريره حول تطوير كرة القدم عبر العالم للدورة المقبلة، الممتدة بين 2023 و2026، وهو عبارة عن كُتيِّب يستعرض البرامج والمشاريع والمبادرات التي ستكون متاحة للاتحادات الأعضاء خلال هذه الفترة، حيث سينقسم الدعم المُقدَّم من قسم FIFA المعني بتطوير كرة القدم حول العالم إلى أربعة مجالات:

تطوير المواهب: يُعد توفير بيئة مواتية لممارسة كرة القدم على أعلى مستوى شرطاً من الشروط الأساسية لمنح الفرصة لكل اللاعبين من أجل إبراز مواهبهم من جهة، وتعزيز قدرات المنتخبات الوطنية من جهة ثانية.

القيادة الفنية: تُعتبر القيادة الفنية القوية من العناصر الضرورية لإدارة شؤون كرة القدم.

تطوير مهارات المدربين: بما أن اللاعبين الجيدين يحتاجون إلى مدربين جيدين، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم يقدم المساعدة للاتحادات الأعضاء في عملية تأهيل مدرِّسي المدربين.

كرة قدم الهواة: سيُعنى تحليل بيئة كرة قدم الهواة بدراسة كيفية إيجاد أرضية مشتركة للعمل بين جميع الأطراف المعنية في سبيل النهوض باللعبة والارتقاء بالأداء أكثر فأكثر.